منتدى البصائر في الرد على أهل الباطل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الفرقة البهائية وليدة الصفوية

اذهب الى الأسفل

الفرقة البهائية وليدة الصفوية Empty الفرقة البهائية وليدة الصفوية

مُساهمة  Admin الأحد سبتمبر 30, 2007 12:02 pm

الفرقة البهائية وليدة الصفوية


صباح الموسوي

مركز دراسات النهضة الأحوازية للثقافة والإعلام


لقد شهد العالم الإسلامي ومنطقتنا العربية تحديدًا نشوء حركات وفرق دينية وعنصرية هدامة عديدة, كان ومازال هدفها الأول والأخير هو ضرب الإسلام وإضعاف المسلمين. وقد مثّل اتباع مدرسة عبد الله بن سبأ رأس الحربة في خلق وتجنيد هذه القوى, وذلك عبر ابتداعهم لأفكار هدامة اتخذت مسميات وعناوين مختلفة ساهمت عبر القرون الماضية في وقوع حروب ودمار كبير في الأمة الإسلامية, وهي لا تزال تعمل على وقوع المزيد من ذلك.

ومن جملة ما أنجبته الحركة السبئية هي الطائفة الصفوية المتلبسة بلبوس الإسلام والمدعية بالولاء لأهل بيت النبي محمد (عليه الصلاة والسلام), حيث استطاعت هذه الفرقة وبدعم من القوى الصليبية واليهودية إقامة دولتها الطائفية في إيران مطلع القرن العاشر الهجري؛ لتكون قاعدة لتفريخ الفرق والحركات الهدامة بهدف مساعدة الصليبية واليهودية في حربهما على البلاد الإسلامية.

ولم تدخر الصفوية جهدًا في تحقيق رغبة من وقفوا وراء إنشائها ودعم دولتها, ولعل في الحروب التي شنتها على الدولة الإسلامية العثمانية ومجازرها بحق سنة إيران وأفغانستان والأحواز والعراق وغيرهم من المسلمين السنة دليلاً كافيًا على حقيقة هذه الطائفة وأهدافها المشئومة.

وإذا ما نظرنا إلى الحروب العقائدية والفكرية التي شنت على الإسلام والمسلمين نجد أن الطائفة الصفوية لعبت دورًا كبيرًا في هذه الحروب, وذلك بتزاوجها مع الشعوبية المتمجسة وإنشائها للفرق الباطنية الهدامة. وبالمتابعة لتلك الفرق يلاحظ أن أخطر ما أنجبته الصفوية بعد الحركة المهدوية والقاديانية هي الفرقة البهائية. هذه الفرقة التي تحظى اليوم بحماية ودعم من الحركة الصهيونية لتتمكن من نفوذ في جسد الأمة.

الفرقة البهائية وليدة الصفويةوالبهائية كما هو مؤكد وليدة الفرقة "الشيخية", والأخيرة هي نسبة لشيخ أحمد بن زين الدين اليزدي المشهور بالأحسائي. وواضع الأسس الفكرية الأولى للبهائية هو الملا كاظم بن قاسم الرشتي المولود في مدينة رشت الإيرانية عام (1212هـ), والذي مات وقبر في كربلاء العراق عام (1259هـ), وهو تلميذ أحمد اليزدي "الأحسائي", وقد خلف الرشتي شخص يدعى "ميرزا علي محمد الشيرازي" الملقب بالباب. ولقب الباب هو اسم قديم كان رائجًا بين الفرق الصوفية والفرق الباطنية, وهو مأخوذ من الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام الترمذي رحمه الله: «أنا مدينة العلم وعلي بابها». والميرزا علي محمد الشيرازي هذا كان قد أعدم في عام 1850م في مدينة تبريز عاصمة إقليم أذربيجان, وقام أتباعه بنقل جثته إلى مدينة عكا في شمال فلسطين, وتم دفنها هناك لتكون تحت حماية القوات البريطانية.

بعد موت الشيرازي تولى حسين النوري الملقب بـ"بهاء الله" زعامة هذه الفرقة والتي أخذت اسمها من لقبه. وقد وضع حسين النوري عدة كتب كان من أهمها "الكتاب الأقدس", وهو كتاب يوضح فيه المباني العقائدية والفكرية لفرقته الهدامة. وبعد موته عام 1892م قُبر هو الآخر على جبل في مدينة الكرمل الفلسطينية. وخلفه ابنه «عباس أفندي» الذي واصل طريقة أبيه في نشر الأفكار التظليلية حتى موته في مطلع القرن العشرين.

ولكون عباس أفندي لم يكن له ولد يرثه, فقد انتقلت رئاسة الفرقة من بعده إلى مجلس مؤلف من عدة أشخاص منتخبين يديرون شئونها.

وتقوم عقيدة البهائية حسب ما هو معلن في بعض الكتب التي يوزعها البهائيون بين اتباعهم على ما هو آتٍ:

1- الحلول, يدّعي البهائيون أن الله تبارك وتعالى قد حل في جسم (الباب), الذي هو الميرزا علي محمد الشيرازي, وأن «بهاء الله» - وهو حسين النوري - نبي من قبل الباب. كما أن عباس أفندي قد ادعى الربوبية.

2- يعتقد البهائيون في نظريات بعض الفلاسفة القدماء من أن الدنيا قديمة وهي باقية لا تفنى, وقد أنشأها الله طبقًا لقانون العلة والمعلول.

3- عدم الاعتقاد في الآخرة ويوم القيامة؛ فهم يقولون: إن المقصود من القيامة هو ظهور الذات الإلهية, وإن الجنة تعني الحياة الروحانية, وجهنم هي الموت الروحاني.

4- إنكار معجزات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام, ويعتبرون تلك المعجزات تعبيرًا عن أمور معنوية, ولكنهم في نفس الوقت يقولون بإمكانية وجود النبوة, وهذا بحد ذاته دليل على تناقضاتهم الفكرية والعقائدية.

5- زعم قادتهم نزول الوحي عليهم, ويعتقد هؤلاء أن كتبهم أفضل من القرآن.

6- عدم اعتقادهم بخاتمة النبوة, وكلمة «خاتم النبيين» تعني لديهم أفضل الأنبياء, وهو نفس التفسير الذي تقول به القاديانية.

7- تأويل بعض آيات القرآن الكريم بما يتوافق وعقائدهم, والكثير من هذه التأويلات توجد في كتاب «الدرر البهية» لمؤلفه أبي الفضل الجرفادقاني, الذي يعد واحدًا من أبرز دعاة البهائية.

8- هناك أمور عديدة أخرى في عقيدة البهائية؛ منها تقديس الرقم 19 والذي هو أيضًا من الأرقام الحسابية المقدسة عند اليهود. السنة عندهم 19 شهرًا وكل شهر 19 يومًا. والصلاة عندهم 9 ركعات, ويفسرون القرآن طبقًا لهذا الرقم. قبلتهم حيث يوجد "بهاء الله", والحج مُلغى وباطل في شريعتهم, بل إنهم يوصون أتباعهم في حال وصولهم إلى حكم العالم عليهم بهدم الكعبة.

ويستنتج المتابع مما تقدم أن هذه الفرقة هي خليط من عقائد وأفكار دينية وفلسفية مختلفة لا يوجد فيها برنامج تربوي واضح, وإنما أوجدت لتحقيق أهداف القوى الاستعمارية في محاربة الإسلام وإخراج المسلمين من عقيدتهم, وبهذا فهي أشبه ما تكون بالحركة "الماسونية" التي ترفع شعارها الكاذب في الإخاء والعدالة والمساواة, وهو ذات الشعار الذي كان يردده "عباس أفندي", فهو يقول: إنه يريد أن يوحد بين المسلمين واليهود والمسيحيين ويجمعهم على الأحكام والشرائع التي جاء بها النبي موسى عليه السلام, وذلك حسب ما جاء في كتابه (عبد البهاء والبهائية ص87، 93).

لقد أصدر الكثير من العلماء والمؤسسات الدينية الإسلامية فتاوى واضحة بشأن الفرقة البهائية؛ كان من بينها فتوى مجمع الفقه في الأزهر, والتي اعتبرت كل من يعتنق البهائية يعد مرتدًا عن الإسلام وتحرم عليه زوجته. وفي يناير عام 1946م صدر أول حكم قضائي يفصل امرأة عن زوجها الذي اعتنق البهائية, وقد قامت الحكومة المصرية بإغلاق محافل البهائية بقرار جمهوري رقم 263 صدر سنة 1960م.

إلا أن البهائيين عادوا العام الماضي للمطالبة بالاعتراف الرسمي بهم, مدعين أنهم يعانون من تسجيل أنفسهم كبهائيين في خانة الديانة بشهادات الميلاد والبطاقات الشخصية وقسائم الزواج وجوازات السفر.

وفي أبريل نيسان العام الجاري أصدرت محكمة القضاء الإداري المصرية قرارًا بإلزام كل من وزير الداخلية ورئيس مصلحة الأحوال المدنية ورئيس مصلحة الجوازات والهجرة بكتابة ديانة البهائية في خانة الديانة في شهادات الميلاد والبطاقة الشخصية للبهائيين. ولكن الوزير ورئيسيْ المصلحتين طعنا بهذا الحكم أمام المحكمة الإدارية العليا, مطالبين بإصدار حكم نهائي بإلغاء هذا الحكم, وأحالت المحكمة الطعن لهيئة المفوضين لإصدار تقرير قانوني في القضية, وقد انتهت الهيئة من تقريرها يوم الخميس 12-10-2006 وكتبته في 24 صفحة, وطالبت في نهايته بإصدار حكم نهائي بقبول الطعن على حكم محكمة القضاء الإداري وإلغاء الحكم الصادر لصالح البهائيين.

وما يلفت الانتباه أن حركة البهائيين الأخيرة تأتي متزامنة مع كشف مخطط إيراني كبير يهدف إلى نشر الأفكار والعقائد الصفوية في مصر, ولا يستبعد أن يكون النظام الإيراني وراء تحريك البهائية هناك ليشكل منها غطاءً على مخططه الصفوي, حيث - كما هو معلوم - فإن أغلب بهائيي مصر هم من أصول إيرانية. ويبقى الفرع دائمًا بحاجة إلى الجذر لإدامة الحياة

Admin
Admin

ذكر عدد الرسائل : 420
العمر : 38
الموقع : منتدى البصائر
تاريخ التسجيل : 17/09/2007

https://chlef.alafdal.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى