الغرب يحاول جعل القاديانـية ممثلاً للمسلمين في أوروبا!
صفحة 1 من اصل 1
الغرب يحاول جعل القاديانـية ممثلاً للمسلمين في أوروبا!
الغرب يحاول جعل القاديانـية ممثلاً للمسلمين في أوروبا!
إعداد/ عبد القادر علي
يبدو أن كثيرا من المسلمين لا يعرفون ما القاديانية؟ وكيف تأسست؟ وما علاقتها بالاستعمار البريطاني؟ كما هو الحال في كثير من الفرق الضالة التي كانت تعتمد دائما على القوات الأجنبية، ودور العبيديين في مصر والشام وتعاونهم مع الصليبيين ضد المسلمين معروف، وكذلك الحال في دور القاديانية الأحمدية التي تأسست في الهند في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، وبدعم واضح من الامبراطورية البريطانية التي كانت تستعمر شبه القارة الهندية في ذلك الوقت، ومع ذلك وهذه النحلة الفاسدة لم تنتشر كما أراد لها الاستعمار، وأصبحت غير معروفة إلاّ لدى الدارسين في الفرق والأديان، والجدير بالاهتمام أن بعض الدول الغربية بدأت الآن تجعل القاديانية الممثل الرئيس للإسلام المعتدل بزعمهم، ويمكن أن يطلب من المسلمين في ديار الغرب لإثبات براءتهم أن يأخذوا شهادة حسن السير والسلوك من ممثل القاديانية في ذلك البلد، وهذا أمر خطير جدا، حيث إن هذه النحلة الفاسدة لا تنتمي إلى الإسلام، وعلماء الإسلام أجمعوا على كفرها، فكيف إذاً يطلب إلى المسلم أن يزكى من قبل إنسان لا ينتمي إلى دينه؟ مع العلم أننا نعيش اليوم لاسيما الغرب في عصر لا يستطيع الإنسان أن يكفر من أجمع الجميع على كفره؛ ولهذا يطب إليك أن تطلب إليهم براءتك من الإرهاب، وإذا تفوهت بكفره فأنت إذا إرهابي، وليس معنى الإرهاب إلا -من لم يكن معي فهو ضدي-، ومن هنا نحاول توضيح حقيقة هذه النحلة الفاسدة وعلاقتها بالاستعمار منذ تأسيسها وإلى يومنا هذا.
حقيقتها
القاديانية دين مُخْتَرَعٌ جديد، نشأ سنة 1900م بتخطيط من الاستعمار البريطاني في القارة الهندية بهدف إبعاد المسلمين عن دينهم وعن فريضة الجهاد حتى لا يواجهوا المستعمر باسم الإسلام.
وقد أسسها ميرزا غلام أحمد القادياني المولود سنة -1839 - 1908- بقاديان، وهو سليل أسرة معروفة بالعمالة.
وقد بدأ ميرزا نشاطه داعية إسلامية، ثم ادعى أنه مجدد ومُلْهَم من الله، ثم تدرج درجة أخرى فادعى أنه المهدي المنتظر والمسيح الموعود، يقول في ذلك: -إن المسلمين والنصارى يعتقدون باختلاف يسير أن المسيح ابن مريم قد رفع إلى السماء بجسده العنصري، وأنه سينزل من السماء في عصر من العصور، وقد أثبتُّ في كتابي أنها عقيدة غير سليمة، وقد شرحت أنه ليس المراد من النزول هو نزول المسيح بل هو إعلام عن طريق الاستعارة بقدوم مثيل المسيح، وأن هذا العاجز - يعني نفسه - هو مصداق هذا الخبر حسب الإعلام والإلهام-!!.
ثم انتقل من دعوى المثيل والشبيه بالمسيح عليه السلام إلى دعوى أنه المسيح نفسه، فقال: -وهذا هو عيسى المرتقب ،وليس المراد بمريم وعيسى في العبارات الإلهامية إلا أنا-، ولما كان المسيح نبيا يوحى إليه، فقد ادعى ميرزا أنه يوحى إليه، وكتب قرآنا لنفسه سماه -الكتاب المبين-.
ويبدو أن دعوى أنه المسيح لم تلق القبول المرجو، ولم تحقق الغرض المؤمل منها، فانتقل من دعوى أنه المسيح النبي إلى دعوى أنه محمد النبي صلى الله عليه وسلم ، وأن الحقيقة المحمدية قد تجسدت فيه، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد بُعث مرة أخرى في شخص ميرزا غلام، يقول ميرزا: -إن الله أنزل محمدا صلى الله عليه وسلم مرة أخرى في قاديان لينجز وعده-، وقال: -المسيح الموعود هو محمد رسول الله وقد جاء إلى الدنيا مرة أخرى لنشر الإسلام، ثم ادعى أن نبوته أعلى وأرقى من نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، فاتبعه من اتبعه من الدهماء والغوغاء وأهل الجهل والمصالح الدنيوية.
معتقداتهم
1- يعتقد القاديانية بتناسخ الأرواح: حيث زعم ميرزا أن إبراهيم عليه السلام ولد بعد ألفين وخمسين سنة في بيت عبدالله بن عبدالمطلب متجسدا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم ، ثم بُعث النبي صلى الله عليه وسلم مرتين أخريين أحدهما عندما حلت الحقيقة المحمدية في المتبع الكامل يعني نفسه.
2- يعتقدون أن الله يصوم ويصلي وينام ويخطئ، تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا، يقول ميرزا: -قال لي الله: إني أصلي وأصوم وأصحو وأنام- وقال: -قال الله: إني مع الرسول أجيب أخطىء وأصيب إني مع الرسول محيط-.
3- يعتقدون أن النبوة لم تختم بمحمد صلى الله عليه وسلم بل هي جارية، وأن الله يرسل الرسول حسب الضرورة، وأن غلام أحمد هو أفضل الأنبياء جميعاً!! وأن جبريل عليه السلام كان ينزل على غلام أحمد بالوحي، وأن إلهاماته كالقرآن.
4- يقولون: لا قرآن إلا الذي قدمه المسيح الموعود - الغلام -، ولا حديث إلا ما يكون في ضوء تعليماته، ولا نبي إلا تحت سيادة -غلام أحمد-، ويعتقدون أن كتابهم منزل واسمه الكتاب المبين، وهو غير القرآن الكريم!!
5- يعتقدون أنهم أصحاب دين جديد مستقل، وشريعة مستقلة، وأن رفاق الغلام كالصحابة،كما جاء في صحيفتهم -الفضل، عدد 92-: -لم يكن فرق بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتلاميذ الميرزا غلام أحمد، إن أولئك رجال البعثة الأولى وهؤلاء رجال البعثة الثانية-.
6- يعتقدون أن الحج الأكبر هو الحج إلى قاديان وزيارة قبر القادياني، ونصوا على أن الأماكن المقدسة ثلاثة: مكة والمدينة وقاديان ، فقد جاء في صحيفتهم:-أن الحج إلى مكة بغير الحج إلى قاديان حج جاف خشيب؛ لأن الحج إلى مكة لا يؤدي رسالته ولا يفي بغرضه-.
7- يبيحون الخمر والأفيون والمخدرات!!
8- كل مسلم عندهم كافر حتى يدخل القاديانية: كما أن من تزوج أو زوَّج لغير القاديانيين فهو كافر!!.
9- ينادون بإلغاء الجهاد، ووجوب الطاعة العمياء للحكومة الإنجليزية التي كانت تحتل الهند آنذاك؛ لأنها - وفق زعمهم - ولي أمر المسلمين!!
10- يعتقد القادياني بأن إلهه إنجليزي لأنه يخاطبه بالإنجليزية!!
موقف علماء الإسلام من هذه النحلة الفاسدة
لقد تصدى علماء الإسلام لهذه الحركة، وممن تصدى لهم الشيخ أبو الوفاء ثناء الله أمير جمعية أهل الحديث في عموم الهند، حيث ناظر -ميرزا غلام- وأفحمه بالحجة، وكشف خبث طويته، وكُفْر نحلته وانحرافها.
وفي العام 1974م انعقد مؤتمر برابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة، وحضره ممثلون للمنظمات الإسلامية العالمية من جميع أنحاء العالم، وأعلن المؤتمر كفر هذه الطائفة وخروجها عن الإسلام، وطالب المسلمين بمقاومة خطرها وعدم التعامل معها، وعدم دفن موتاهم في قبور المسلمين.
وقد صدرت فتاوى متعددة من عدد من المجامع والهيئات الشرعية في العالم الإسلامي، تقضي بكفر القاديانية، منها المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي، ومجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، هذا عدا ما صدر من فتاوى علماء مصر والشام والمغرب والهند وغيرها.
وقفة مع القاديانية
كثيرة هي الأشياء التي تستدعي الانتباه في ظاهرة القاديانية، لكن ما نراه جديرا بالملاحظة وحريا بالاهتمام هو البحث في جذور نشأة تلك الحركات، وكيف وجدت في البيئة الإسلامية تربة خصبة لنشر أفكارها، مع أنها حركة في لبِّها وحقيقتها وفي ظاهرها وعلانيتها مناقضة لثوابت الدين، مصادمة لحقيقته؛ فالأمة مجمعة إجماعا قطعيا يقينيا على أنه لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم ، وكل دعوى النبوة بعده فهي ضلال وهوى، هذا غير بدعهم الكفرية الأخرى.
والسؤال الذي يرد هنا، هو كيف أصبح لهؤلاء أتباع من المسلمين ؟ ولعل الجواب على هذا السؤال - رغم أهميته - لا يحتاج إلى كبير عناء؛ فالجهل هو السبب الرئيس وراء اتباع مثل هذه الحركات، ووراءه كذلك تقصير كثير من علماء الأمة وطلبة العلم فيها عن واجب البلاغ، حفظا للدين وقمعا لدعوات البدع والضلال والردة.
وعليه فالعلاج - كما هو واضح - يتركز في نشر العلم وتبليغ الدين، وعدم إهمال أي بقعة من بقاع العالم الإسلامي، ولو كانت في أطراف الدنيا، حفظا للدين، وحتى تسلم الأمة من أمثال هذه البدع المهلكة.
معظم القاديانيين يعيشون الآن في الهند وباكستان، وقليل منهم في فلسطين، والعالم العربي ويسعون بمساعدة الاستعمار للحصول على المراكز الحساسة في كل بلد يستقرون فيه، ولهم علاقات قوية مع الكيان الصهيوني، وقد فتحت لهم إسرائيل المراكز والمدارس ومكنتهم من إصدار مجلة تنطق باسمهم، وتأثر هذه النحلة بالنصرانية واليهودية والحركات الباطنية واضح في عقائدهم وسلوكهم.
فهل من المنطق أن يطلب إلى المسلم أن ينتسب إلى هؤلاء أو يأخذ منهم تزكية حتى يثبت براءته من الإرهاب كما يزعمون، ولماذا يحاول بعض الغربيين إلصاق كل التهم المتعلقة بالإرهاب للإسلام؟ ولماذا القاديانية تمثل المسلمين مع أنها لا تنتمي إلى الإسلام إلا من حيث الإدعاء فحسب؟ ومع أننا نوقن أن هذه المحاولات ستبوء بالفشل كالمحاولات السابقة، إلا أننا نؤكد أن المسلمين عليهم أن يعرفوا حقيقة هذه الفرق ويبينوا للناس أن مثل هذه النحلة وغيرها ليست من الإسلام في شيء وأنه لا يمكن أن تمثل المسلمين مهما كان الأمر؛ لأنها لا تنتمي إليهم، ويجب أيضا علي المسلمين أن يتعاونوا فيما بينهم ليوضحوا للناس صورة الإسلام الحقيقية البعيدة كل البعد عن الغلو وترويع الآمنين.
ولمن أراد الزيادة فليرجع إلى موقع: الشبكة الإسلامية وكتاب الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة.
-والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون-.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى