من أضاليل القاديانية
صفحة 1 من اصل 1
من أضاليل القاديانية
من أضاليل القاديانية
بقلم الشيخ عبد الغفار حسن
المدرس بكلية الشريعة في الجامعة
بقلم الشيخ عبد الغفار حسن
المدرس بكلية الشريعة في الجامعة
ورد خطاب من بعض مسلمي سيام (تايلند) إلى طالب سيامي يدرس بالجامعة الإسلامية بالمدينة يذكرون فيه جهود القاديانيين في نشر أغاليطهم وأكاذيبهم في تلك البلاد.
هؤلاء المبشرون من القاديانيين يخدعون مسلمي سيام متظاهرين بالإخلاص للإسلام وينشرون عقائدهم الكاذبة والأحاديث الواهية المكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم يريدون بذلك إثبات نبوة المتنبي القادياني الميرزا غلام أحمد القادياني، ونحن نذكر هنا نماذج من جدلهم وخداعهم مع نقدها والرد عليها، ليكون المسلمون على حذر من هذه الترهات والأباطيل.
من الجدير بالذكر أن المجادل القادياني الذي يسمي نفسه (الأحمدي) يزعم أن الروايات والآثار التي يعتمد عليها في إثبات بقاء النبوة بعد محمد صلى الله عليه وسلم قد ذكرت في تفسير الدر المنثور للحافظ السيوطي ت (911 هـ) وتكملة مجمع البحار لمحمد طاهر الهندي الفتني ت (986 هـ) وقد بحثنا عنها في مظانها في هذين المرجعين فلم نجد أغلب الروايات والآثار فيهما، بل وجدنا فيهما ما يخالف هواه ويبطل دعواه.
نماذج الأغاليط:
1_ " أنا خاتم الأنبياء وأنت علي خاتم الأولياء ".
أخرجه الخطيب البغدادي ت (363 هـ) في تاريخه1 من طريق عمر بن واصل وقال: "هذا من عمل القصاص وضعه عمر بن واصل أو وضع عليه"، وقال الذهبي ت (748 هـ): " عمر بن واصل الصوفي شيخ روى عن سهل بن عبد الله اتهمه الخطيب بالوضع" 2 .
ومن المكايد الغربية أن هذا المجادل القادياني يدعي أن هذه الروايات ذكرها الفتني في تكملة مجمع البحار ولكن بعد البحث عن ذلك علمنا أن هذه الرواية لم تذكر في هذا المرجع بل ذكر في باب آخر ما يخالف زعمه ويكذب ما تفوه به، قال مؤلف مجمع البحار (مجمع بحار الأنوار) لفظ خاتم الأولياء باطل لا أصل له، فإن خاتم الأولياء آخر مؤمن بقي من الناس وليس هو خير الأولياء ولا أفضلهم فإن خيرهم أبو بكر هم عمر رضي الله عنهما 3 .
2_" أبو بكر خير الناس إلا أن يكون نبي".
أخرجه الطبراني ت (360 هـ) وابن عدي ت (365 هـ) قال المناوي ت(1031هـ) في فيض القدير شرح الجامع الصغير للسيوطي: " قوله إلا أن يكون نبي أي يوجد نبي فلا يكون خير الناس يعني هو أفضل الناس إلا نبي والمراد الجنس و (يكون) هنا تامة و (نبي) مرفوع بها، والاستثناء لإخراج عيسى عليه السلام" 4 ثم قال مخرجه ابن عدي 5 : "هذا الحديث أحد ما أنكر على عكرمة", وقال الهيثمي ت(807هـ) بعد عزوه للطبراني: "فيه إسماعيل بن زياد الأيلي ضعيف". اهـ 6 وفي الميزان "تفرد به إسماعيل هذا فإن لم يكن هو وضعه فالآفة ممن دونه"، خلاصة الكلام أن هذه الرواية في غاية الوهن حسب الإسناد بل يبلغ إلى درجة الموضوع كما صرح بذلك الذهبي.
3_ عن عائشة رضي الله عنها قالت: "قولوا خاتم الأنبياء ولا تقولوا لا نبي بعده" 7 .
الجواب عن ذلك من وجوه ( أ ) الإمام السيوطي ذكر في تفسير الآية {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} عدة أحاديث صحيحة مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تدل دلالة صريحة على انقطاع الرسالة والنبوة بعد نبينا صلى الله عليه وسلم منها ما أخرجه البخاري ومسلم والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى داراً بناء فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية من زواياها فجعل الناس يطوفون به ويتعجبون له ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة؟ فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين"، وبهذا المعنى أخرج أحمد ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وأخرجه البخاري ومسلم عن جابر رضي الله عنه وأخرج أحمد والترمذي وصححه عن أبي بن كعب رضي الله عنه، فهذه الأحاديث كلها متقاربة اللفظ متحدة المعنى بأسانيد صحيحة بل تبلغ إلى درجة التواتر كما لا يخفى على من درس دواوين السنة، ومنها ما أخرجه ابن مردويه عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي" ج5 ص396 الفتح الكبير 2/275 ، ومنها ما أخرجه أحمد عن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " في أمتي كذابون دجالون سبعة وعشرون منهم وأربعة نسوة وإني خاتم النبيين لا نبي بعدي" 8 .
ومن العجائب أن الداعية القادياني يمر بهذه الأحاديث الصحيحة التي لا مطعن فيها ولا غبار عليها ولكن لا يتمسك بها بل لا يلتفت إليها لأنها تخالف هواه وإذا مرّ بقول عائشة رضي الله عنها عض عليه بالنواجذ كشأن من نزلت فيهم هذه الآية {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} البقرة آية 85.
هذه الروايات التي ذكرها السيوطي في تفسيره هي غيض من فيض وقطرة من بحر وإلا ففي دواوين السنة الصحيحة المعروفة لدى أهل العلم عدد كبير من الأحاديث التي هي أقوى إسناداً وأكثر شهرة مما ذكره السيوطي نذكر بعضاً منها لزيادة العلم وإقامة الحجة على من خالف ذلك.
منها ما أخرجه البخاري وغيره من أصحاب الكتب الستة من حديث طويل وهو حديث الشفاعة وفيه: "فيقولون يا محمد أنت رسول الله وخاتم الأنبياء" 9 وأما لفظة "لا نبي بعدي" فرواه البخاري مرفوعا عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي". الحديث.
ورواه البخاري بسنده قال إسماعيل قلت لابن أبي أوفى:" رأيت إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" مات صغيراً ولو قضي أن يكون بعد محمد صلى الله عليه وسلم نبي، عاش ابنه ولكن لا نبي بعده" 10.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: " ثلاثون كذابا" 11 ولفظه كما أخرج البخاري بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : "ولا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريباً من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله".
وأخرج الإمام أحمد في مسنده بسند صحيح عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يبقى بعدي من النبوة شيء إلا المبشرات قالوا: يا رسول الله وما المبشرات؟ قال الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له" 12, ولفظ رواية أبي هريرة عند البخاري "لم يبق من النبوة إلا المبشرات قالوا: وما المبشرات؟ قال: الرؤيا الصالحة" 13 .
وفي رواية ابن عباس رضي الله عنهما قال ذلك في مرضه الذي مات فيه: "يا أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له" 14 .
قد دل حديث عائشة رضي الله عنها دلالة واضحة لا خفاء فيها على انقطاع النبوة بقضها وقضيضها (بجميع أنواعها) ويؤيده ما رواه أبو هريرة وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم من الأحاديث المرفوعة الصحيحة التي أخرجها مالك والبخاري ومسلم، فلا بد من تقديم هذه الأحاديث على أثر عائشة رضي الله عنها من وجوه ( أ )- إذا وقع التعارض بين الحديث الصحيح المرفوع والأثر الموقوف فالواجب تقديم المرفوع على الموقوف، لأن المرفوع من كلام النبي صلى الله عليه وسلم والموقوف من كلام الصحابي ولا شك أن قول النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم يقدم على قول الصحابي. (ب)- إن الراوي إذا خالف قوله ما روى من الحديث فالواجب تقديم روايته على قوله ورأيه كما تقرر ذلك في مصطلح الحديث وعلم الأصول 15 . (ج)- أثر عائشة رضي الله عنها هذا ذكره السيوطي في تفسيره بدون سند ولكن قال أخرجه ابن أبي شيبة، ومصنف أبي بكر بن أبي شيبة لم يطبع منه حتى الآن إلا خمسة أجزاء لا يوجد فيها هذا الأثر ولكن علمنا بعد مراجعة المخطوطة التي هي في مكتبة الحرم المكي هذا الأثر بسنده، قال الإمام بن أبي شيبة في المصنف ص102/2 من القسم الأول باب من كره أن يقول لا نبي بعد النبي صلى الله عليه وسلم.
حسين بن محمد قال حدثنا جرير بن حازم عن محمد يعني ابن سيرين عن عائشة قالت: " قولوا خاتم النبيين ولا تقولوا لا نبي بعده"، إسناد هذا الأثر منقطع لأن محمد بن سيرين لم يسمع من عائشة شيئاً قال الإمام ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: "ابن سيرين لم يسمع من عائشة شيئا" 16 .
وقال العلامة صلاح الدين أبو سعيد خليل بن كيكلدي بن عبد الله العلائي الدمشقي ت(761هـ) وقال البخاري: "لم يسمع ابن سيرين من عائشة رضي الله عنها شيئا" 17 ونقل عنه الحافظ ابن حجر 18 .
ومن البين أن الأثر الموقوف على الصحابي لا يقاوم الحديث المرفوع الصحيح، وكيف إذا كان ذلك الأثر منقطعاً، ولا شك أن المنقطع من أقسام الضعيف.
ومن العجب العجاب أن أتباع الميرزا القادياني نقلوا هذا الأثر من الدر المنثور ولو يلتفتوا إلى قول المغيرة الذي ذكره السيوطي بعد أثر عائشة رضي الله عنها كأنه تفسير لقولها قال ابن أبي شيبة ت(235هـ) أبو أسامة عن مجالد قال أخبرنا عامر قال:قال رجل عند المغيرة بن شعبة رضي الله عنه: "صلى الله على خاتم الأنبياء لا نبي بعده" قال المغيرة: "حسبك إذا قلت خاتم الأنبياء، فإنا كنا نتحدث أن عيسى خارج فإن خرج كان قبله وبعده" 19 .
فمعنى هذا الأثر أن من كره أن يقال لا نبي بعده إنما كره لأجل أنه قد ثبت بأحاديث صحيحة صريحة نزول عيسى بن مريم عليهما السلام قبل يوم القيامة كما ورد في الصحيح لمسلم فما يدُل عليه قول المغيرة من نزول عيسى عليه السلام صحيح ثابت لا شك في ذلك وفيه رد على القاديانية الذين لا يؤمنون بنزوله عليه السلام ولأجل ذلك لا يذكرون هذا الأثر في مؤلفاتهم، ومن الجدير بالذكر أن قول المغيرة رضي الله عنه يشتمل على جزأين ( أ )- (حسبك إذا قلت خاتم الأنبياء) ، (ب)- فإنا كنا نتحدث أن عيسى خارج الخ، أما الجزء الأول فلا يعبأ به لأنه قد تفرد به مجالد بن سعيد الهمداني وهو ضعيف لا يحتج به وقد تغيّر في آخر عمره ولا يعرف متى أخذ عنه هذا الأثر كما قال الحافظ ابن حجر في التقريب 20: مجالد بن سعيد ليس بالقوي وقد تغير في آخر عمره"، وأما الجزء الثاني فمعناه صحيح كما يدل عليه أحاديث مسلم وغيره. (ج)-قد اعترف المتنبي القادياني بانقطاع النبوة بأسرها في تأليفه (عمامة البشرى) قائلاً: {وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}. وفسره نبينا صلى الله عليه وسلم في قوله:"لا نبي بعدي" وقال في (كتاب البرية): كان الحديث لا نبي بعدي معروفاً منتشراً بين الناس إلى حد لا يمكن أن يشك في صحته أحد، وذكر في بعض مؤلفاته حديث النبي صلى الله عليه وسلم أن الرسالة والنبوة قد انقطعت فلا رسول بعدي ولا نبي (تحفة بغداد ص7).
فمن أنعم النظر فيما ذكرناه من الأدلة والشواهد على انقطاع النبوة بجميع أنواعها لا يمكن له أن يستدل بقول عائشة رضي عنها المنقطع الضعيف وإلا مثله كمثل غريق يتشبث بالحشيش، والله الهادي إلى سواء السبيل. . (للبحث صلة
مواضيع مماثلة
» القاديانية
» القاديانية
» تمهيد: التحذير من ظهور دجالين يدعون النبوة بعد محمد صلى الله
» القاديانية (الأحمدية)
» القاديانية في الأردن!
» القاديانية
» تمهيد: التحذير من ظهور دجالين يدعون النبوة بعد محمد صلى الله
» القاديانية (الأحمدية)
» القاديانية في الأردن!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى