فتاوى علماء أهل الحديث في القادينية
صفحة 1 من اصل 1
فتاوى علماء أهل الحديث في القادينية
و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين
أما بعد فهذا ما تيسر لي جمعه من أقوال وفتوى لأهل العلم في الطائفة المسماة القاديانية أو الأحمدية قمت بجمعها و بترتيبها و أيضا بتفريغ كلام الشيخ الألباني و الشيخ الفوزان
الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
{1} وأما من دعا إلى أفكار أخرى كدعوة القاديانية وأشباههم ، ممن دعا إلى اتباع نبي جديد ، أو رسول جديد ، فدعواه باطلة وأفكاره مضللة زائفة؛ لأن الله عز وجل بين في كتابه المبين أن محمدا عليه الصلاة والسلام خاتم النبيين ، وقد جاء ذلك في الأحاديث المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبشرت به النبوات السابقة ، قال تعالى : مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ولكن هناك أشباه الأنعام ، تلتبس عليهم كل دعوى ، ويخفى عليهم كل شيء ، ولا يميزون بين حق وباطل ، ولا يفرقون بين هدى وضلال . فكل ما يدعيه الداعون وينعق به الناعقون يلتبس عليهم : لعدم العلم والبصيرة ، ولهذا ارتفع صوت هذا الرجل ، أعني مرزا غلام أحمد بدعواه الباطلة ، فاتبعه من الناس من هم أشباه الأنعام ، وصدقوا بما قاله ، وما كتبه في هذا الباب ، مما يخالف نص الكتاب العزيز ، وما تواترت به السنة عن المصطفى عليه الصلاة والسلام ومن كونه خاتم الأنبياء والمرسلين . كيف يحدث مثل هذا ، وكيف يشتبه على من هم من بني آدم ، الذين هم من أصحاب العقول ، والذين يقرءون ويكتبون ، وبطلانه من أوضح الأشياء وأظهرها ، ولكن الله عز وجل يري عباده من العجائب والعبر ما فيه عظة وذكرى لكل ذي لب ، قال سبحانه وتعالى : لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ وهكذا البهائية والبابية وأشباههم ، ممن ادعوا دعاوي باطلة ، وضلوا في هذا السبيل ، ولبسوا على أشباه الأنعام من البشر ما يدعون إليه من باطلهم ، فزعم كبيرهم أنه نبي ، ثم ادعى أنه رب العالمين . ومع ظهور باطلهم ، نجد لهم أتباعا ودعاة وأندية تروج باطلهم ، وتدعو إليه وربما كان الكثير منهم يعرف الحق ويعلم أنه مبطل في دعواه ، ولكنه يتظاهر بتأييد الباطل ، لما له من غرض في ذلك في هذه الحياة الدنيا فتابعهم في طريق الباطل ، وهم أشبه بالأنعام ، بل هم أضل منها ، كما قال الله عز وجل : أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا وقال سبحانه وتعالى : وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ لقد ضل هؤلاء ضلالا بعيدا ، كما ضل أصحاب فرعون بفرعون ، وأصحاب النمرود بالنمرود . فهذا المسكين الذي يتبول ويتغوط ويأكل ويشرب ، ويتألم من كل شيء ، كيف يكون ربا ، وكيف يكون إلها ، وكيف يجوز هذا عليه ، وعلى أتباعه؟ ولكن الأمر كما قال الله سبحانه : فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ وكما قال سبحانه وتعالى : أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلا كَالْأَنْعَامِ وكما قال عز وجل : وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ الآية .مجموع و فتوى الشيخ مقال : أهمية العلم في محاربة الأفكار الهدامة
{2} وهكذا القاديانية لما آمنوا بأن غلام أحمد نبي وأنه يوحى إليه ، صار من آمن منهم بهذا كافرا كفرا أكبر؛ لأنه مكذب لله ورسوله وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم ، وهكذا من لم يؤمن بأن الجنة حق ، أو لم يؤمن بأن النار حق ، أو قال إن النار ليست عذابا لأهلها بل نعيم لهم ، كما يقول ذلك ابن عربي الضال المعروف بالقول بوحدة الوجود ، ولا شك أن هذا إنكار لما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع أهل العلم من كون النار أعدها الله عذابا لا نعيما جزاء لهم على ما فعلوا من الأعمال التي حرمها الله عليهم وعلى ما تركوه مما أوجب الله عليهم ، وعلى ما كذبوا به مما أخبرت به الرسل ودل عليه الكتاب العزيز ، والقرآن مملوء من الآيات الدالة على أن النار عذاب لأهلها ، لا ينكر ذلك إلا مكابر معاند ، أو جاهل لا يدري شيئا مما جاءت به الرسل ، أو فاقد للعقل .مجموع فتوى و رسائل الشيخ مقال :محاضرة في أصول الإيمان
{3} فمن ادعى أنه نبي أو أوحي إليه بشيء كالقاديانية فهو كافر بالله ضال مضل مرتد عن دين الإسلام إذا كان يدعي الإسلام فهو صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين كما قال جل وعلا : مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وقد تواترت عنه عليه الصلاة والسلام الأحاديث الصحيحة بأنه خاتم الأنبياء لا نبي بعده فالواجب على جميع الثقلين اتباعه والاستقامة على دينه والتفقه في ذلك والسير على ذلك حتى الموت وهذه العبادة التي خلقوا لها لا بد أن يتفقهوا فيها ولا بد أن يعرفوها بالأدلة من الكتاب والسنة فهم خلقوا ليعبدوا الله وتفسير هذه العبادة يؤخذ عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم . مجموع فتوى و رسائل الشيخ مقال واجب المسلمين تجاه دينهم ودنياهم
{4}تعقيب من سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز على ما نشر في مجلة الحج " التضامن الإسلامي" حول عقيدة غلام أحمد برويز نشر في الصحف عام 1382 هـ عندما كان سماحته نائبا لرئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورةحكم الشريعة في غلام أحمد برويز الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه أما بعد فقد اطلعت على ما نشرته ( مجلة الحج ) في عددها الثاني الصادر في 16 شعبان عام 1382 هـ من الاستفتاء المقدم إليها من أخينا العلامة الشيخ محمد يوسف البنوري مدير المدرسة العربية الإسلامية بكراتشي عن حكم الشريعة الإسلامية في غلام أحمد برويز الذي ظهر أخيرا في بلاد الهند وعن حكم معتقداته التي قدم فضيلة المستفتي نماذج منها لاستفتائه وعن حكم من اعتنق تلك العقائد واعتقدها ودعا إليها؟ إلخ والجواب كل من تأمل تلك النماذج التي ذكرها المستفتي في استفتائه من عقائد غلام أحمد برويز وهي عشرون أنموذجا موضحة في الاستفتاء المنشور في المجلة المذكورة كل من تأمل هذه النماذج المشار إليها من ذوي العلم والبصيرة يعلم علما قطعيا لا يحتمل الشك بوجه ما أن معتنقها ومعتقدها والداعي إليها كافر كفرا أكبر مرتد عن الإسلام يجب أن يستتاب فإن تاب توبة ظاهرة وكذب نفسه تكذيبا ظاهرا ينشر في الصحف المحلية كما نشر فيها الباطل من تلك العقائد الزائفة وإلا وجب على ولي الأمر للمسلمين قتله وهذا شيء معلوم من دين الإسلام بالضرورة والأدلة عليه من الكتاب والسنة وإجماع أهل العلم كثيرة جدا لا يمكن استقصاؤها في هذا الجواب وكل أنموذج من تلك النماذج التي قدمها المستفتي من عقائد [غلام أحمد برويز] يوجب كفره وردته عن الإسلام عند علماء الشريعة الإسلامية وإلى القارئ الكريم نبذة من تلك النماذج التي أشرنا إليها ليعلم مدى بشاعتها وشناعتها وبعدها عن الإسلام وأن معتقدها لا يؤمن بالله واليوم الآخر ولا يؤمن بالرسول صلى الله عليه وسلم ولا بما أخبر الله به عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم عن الآخرة والجنة والنار وليعلم أيضا أن معتقدها بعيد كل البعد عما جاءت به الرسل شديد العداوة والحقد والكيد للإسلام والمسلمين بارع في المكر والتلبيس متجرد من الحياء والأدب نسأل الله تعالى العافية والسلامة لنا وللمسلمين من شر ما ابتلي به هذا الزنديق الملحد النموذج الأول من عقائد الملحد [غلام أحمد برويز] على ما نشرته المجلة المذكورة في الاستفتاء المنوه عنه آنفا يقول ( إن جميع ما ورد في القرآن الكريم من الصدقات والتوريث وما إلى ذلك من الأحكام المالية كل ذلك مؤقت تدريجي إنما يتدرج به إلى دور مستقل يسميه هو نظام الربوبية فإذا جاء ذلك الوقت تنتهي هذه الأحكام؛ لأنها كانت مؤقتة غير مستقلة ) النموذج الثاني ( أن الرسول والذين معه قد استنبطوا من القرآن أحكاما فكانت شريعة وهكذا كل من جاء بعده من أعضاء شورائية لحكومة مركزية لهم أن يستنبطوا أحكاما من القرآن فتكون تلك الأحكام شريعة ذلك العصر وليسوا مكلفين بتلك الشريعة السابقة ثم لا تختص تلك بباب واحد بل العبادات والمعاملات والأخلاق كلها يجري فيه ذلك ومن أجل ذلك القرآن لم يعين تفصيلات العبادة ) النموذج الثالث قوله تعالى أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ أن المراد من إطاعة الله ورسوله هو إطاعة مركز الأمة أي الحكومة المركزية والمراد بأولي الأمر الجمعيات التي تنعقد تحتها فالحكومة المركزية تستقل بالتشريع وليس المراد بإطاعة الله إطاعة كتابه القرآن ولا بإطاعة الرسول إطاعة أحاديثه فكل حكومة مركزية قامت بعد عهد الرسالة منصبها منصب الرسول فإطاعة الله والرسول إنما هي إطاعة تلك الحكومة والرسول كان مطاعا من جهة أنه كان أميرا وإماما للحكومة المركزية والحكومة المركزية هي المطاعة ) النموذج الرابع ( قد صرح القرآن الكريم بأنه لا يستحق الرسول أن يكون مطاعا وليس له أن يأمرهم بطاعته وليس المراد من إطاعة الله وإطاعة الرسول إلا إطاعة مركز نظام الدين الذي ينفذ أحكام القرآن فقط ) النموذج السادس ( ليس المراد بالجنة والنار أمكنة خاصة بل هي كيفيات للإنسان ) النموذج التاسع عشر ( الإيمان بالقدر خيره وشره مكيدة مجوسية جعلتها عقيدة للمسلمين فهذه أيها القارئ الكريم نماذج نقلتها لك من الاستفتاء المنشور في المجلة حسب ترتيبها فيها لتعلم صحة ما ذكرته لك آنفا وإذا قرأت بقية النماذج التي في المجلة علمت من كفره وشناعة آرائه ما يؤيد ذلك ويرشدك إلى كثير من آيات الله الساطعة وبراهينه القاطعة على حكمته في عباده وقدرته العظيمة على تقليب القلوب والقضاء عليها بالزيغ حتى تصل إلى حد لا يكاد يتصوره العقل البشري فسبحان الله ما أعظم شأنه وما أكمل قدرته كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ وهذه النماذج التي نقلنا يدل على بطلانها وعلى بطلان بقية النماذج الأخرى آيات كثيرات وأحاديث صحيحة وإجماع أهل العلم فمن الآيات قوله سبحانه وتعالى قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ * فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وهذا الملحد لم يؤمن بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم وما أنزل على الرسل قبله بل أنكر ذلك غاية الإنكار كما يدل على ذلك إنكاره طاعة الله ورسوله وتأييد شريعته وإنكاره الجنة والنار وإنكار القدر فيكون بذلك غير مهتد بل هو من أهل الشقاق والكفر والإلحاد وقال تعالى إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ وهذا الملحد لا يدين بذلك ويرى أن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم مقيدة بحياته وأنه لم يطع لكونه رسول الله وإنما أطيع لكونه أمير الحكومة المركزية . وهذا الملحد أيضا لا يرى طاعة الله ولا يلتزم بها وإنما الطاعة عنده للحكومة المركزية كيفما كانت . وهذا صريح في تكذيب الله وتكذيب كتابه وصريح في إنكار الإسلام وإنكار أن يكون هو الدين الذي يجب التزامه ، وإنما الدين عنده ما شرعته الحكومة المركزية وأمرت به وإن خالف القرآن والسنة ، وقال تعالى : وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ وهذا الملحد كما سبق لا يدين بهذه الآية فيكون مكذبا لله ومعترضا على الله فيكون في الآخرة من الخاسرين والخاسر في الآخرة الخسارة المطلقة هو الكافر المستوجب للخلود في النار نعوذ بالله من ذلك وقال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا وقال تعالى إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ أَمَرَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وقال عز وجل : وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ وهذا الزائغ الملحد لا يدين بهذه الآيات ولا يوجب طاعة الله ورسوله ولا التحاكم إليهما كما سبق ، بل يرى كل ذلك للحكومة المركزية ، وهذا كله كاف في تكفيره وشناعة عقيدته وتكذيبه لله ولكتابه ولرسوله وللمسلمين ومن كان بهذه المثابة فكفره وزيغه وبعده عن الهدى لا يحتاج إلى إقامة الأدلة لكونه أظهر وأبين من الشمس في رابعة النهار في اليوم الصحو ، والآيات في معنى ما ذكرته كثيرة . وأما الأحاديث فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين وغيرهما أنه قال : " وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة " وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى " قيل يا رسول الله ومن يأبى؟ قال " من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى " رواه البخاري . وفي القرآن الكريم يقول الله سبحانه : قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ويقول : مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وهذا الملحد لا يؤمن ببعثته ولا بوجوب طاعته ولا يراه رسولا إلى الناس عامة وإنما يطاع عند هذا الزنديق في حياته فقط لكونه أمير الحكومة المركزية لا لكونه رسول الله فسبحان الله ما أشنع هذا القول وما أبعده عن الهدى وقد أجمع المسلمون إجماعا قطعيا معلوما من الدين بالضرورة ومنقولا في كتب أهل العلم التي تحكي الإجماع والخلاف على أن من كذب الله سبحانه أو كذب رسوله صلى الله عليه وسلم ولو في شيء يسير أو أجاز الخروج عن دينه أو قال إن محمدا صلى الله عليه وسلم رسول إلى العرب خاصة أو إلى أهل زمانه خاصة فهو كافر مرتد عن الإسلام يباح دمه وماله ليس في ذلك بين أهل العلم بحمد الله خلاف فلا حاجة إلى التطويل بنقل إجماعهم من مصادره وأرجو أن يكون فيما ذكرته كفاية للقارئ والمستفتي؛ لأن كفر هذا الملحد [غلام أحمد برويز] على حسب ما ذكر من آرائه ومعتقداته يعلم بالبداهة لعامة المسلمين فضلا عن علمائهم فلا ضرورة إلى بسط الأدلة عليه ونسأل الله أن يعافي المسلمين من شره وأمثاله وأن يكبت أعداء الإسلام أينما كانوا ويبطل كيدهم ويميتهم بغيظهم لم يدركوا ما أرادوا إنه على كل شيء قدير وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله سيدنا وإمامنا محمد بن عبد الله المبعوث إلى الناس عامة بالشريعة الكاملة إلى يوم القيامة وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين والحمد لله رب العالمين
أما بعد فهذا ما تيسر لي جمعه من أقوال وفتوى لأهل العلم في الطائفة المسماة القاديانية أو الأحمدية قمت بجمعها و بترتيبها و أيضا بتفريغ كلام الشيخ الألباني و الشيخ الفوزان
الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
{1} وأما من دعا إلى أفكار أخرى كدعوة القاديانية وأشباههم ، ممن دعا إلى اتباع نبي جديد ، أو رسول جديد ، فدعواه باطلة وأفكاره مضللة زائفة؛ لأن الله عز وجل بين في كتابه المبين أن محمدا عليه الصلاة والسلام خاتم النبيين ، وقد جاء ذلك في الأحاديث المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبشرت به النبوات السابقة ، قال تعالى : مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ولكن هناك أشباه الأنعام ، تلتبس عليهم كل دعوى ، ويخفى عليهم كل شيء ، ولا يميزون بين حق وباطل ، ولا يفرقون بين هدى وضلال . فكل ما يدعيه الداعون وينعق به الناعقون يلتبس عليهم : لعدم العلم والبصيرة ، ولهذا ارتفع صوت هذا الرجل ، أعني مرزا غلام أحمد بدعواه الباطلة ، فاتبعه من الناس من هم أشباه الأنعام ، وصدقوا بما قاله ، وما كتبه في هذا الباب ، مما يخالف نص الكتاب العزيز ، وما تواترت به السنة عن المصطفى عليه الصلاة والسلام ومن كونه خاتم الأنبياء والمرسلين . كيف يحدث مثل هذا ، وكيف يشتبه على من هم من بني آدم ، الذين هم من أصحاب العقول ، والذين يقرءون ويكتبون ، وبطلانه من أوضح الأشياء وأظهرها ، ولكن الله عز وجل يري عباده من العجائب والعبر ما فيه عظة وذكرى لكل ذي لب ، قال سبحانه وتعالى : لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ وهكذا البهائية والبابية وأشباههم ، ممن ادعوا دعاوي باطلة ، وضلوا في هذا السبيل ، ولبسوا على أشباه الأنعام من البشر ما يدعون إليه من باطلهم ، فزعم كبيرهم أنه نبي ، ثم ادعى أنه رب العالمين . ومع ظهور باطلهم ، نجد لهم أتباعا ودعاة وأندية تروج باطلهم ، وتدعو إليه وربما كان الكثير منهم يعرف الحق ويعلم أنه مبطل في دعواه ، ولكنه يتظاهر بتأييد الباطل ، لما له من غرض في ذلك في هذه الحياة الدنيا فتابعهم في طريق الباطل ، وهم أشبه بالأنعام ، بل هم أضل منها ، كما قال الله عز وجل : أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا وقال سبحانه وتعالى : وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ لقد ضل هؤلاء ضلالا بعيدا ، كما ضل أصحاب فرعون بفرعون ، وأصحاب النمرود بالنمرود . فهذا المسكين الذي يتبول ويتغوط ويأكل ويشرب ، ويتألم من كل شيء ، كيف يكون ربا ، وكيف يكون إلها ، وكيف يجوز هذا عليه ، وعلى أتباعه؟ ولكن الأمر كما قال الله سبحانه : فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ وكما قال سبحانه وتعالى : أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلا كَالْأَنْعَامِ وكما قال عز وجل : وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ الآية .مجموع و فتوى الشيخ مقال : أهمية العلم في محاربة الأفكار الهدامة
{2} وهكذا القاديانية لما آمنوا بأن غلام أحمد نبي وأنه يوحى إليه ، صار من آمن منهم بهذا كافرا كفرا أكبر؛ لأنه مكذب لله ورسوله وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم ، وهكذا من لم يؤمن بأن الجنة حق ، أو لم يؤمن بأن النار حق ، أو قال إن النار ليست عذابا لأهلها بل نعيم لهم ، كما يقول ذلك ابن عربي الضال المعروف بالقول بوحدة الوجود ، ولا شك أن هذا إنكار لما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع أهل العلم من كون النار أعدها الله عذابا لا نعيما جزاء لهم على ما فعلوا من الأعمال التي حرمها الله عليهم وعلى ما تركوه مما أوجب الله عليهم ، وعلى ما كذبوا به مما أخبرت به الرسل ودل عليه الكتاب العزيز ، والقرآن مملوء من الآيات الدالة على أن النار عذاب لأهلها ، لا ينكر ذلك إلا مكابر معاند ، أو جاهل لا يدري شيئا مما جاءت به الرسل ، أو فاقد للعقل .مجموع فتوى و رسائل الشيخ مقال :محاضرة في أصول الإيمان
{3} فمن ادعى أنه نبي أو أوحي إليه بشيء كالقاديانية فهو كافر بالله ضال مضل مرتد عن دين الإسلام إذا كان يدعي الإسلام فهو صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين كما قال جل وعلا : مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وقد تواترت عنه عليه الصلاة والسلام الأحاديث الصحيحة بأنه خاتم الأنبياء لا نبي بعده فالواجب على جميع الثقلين اتباعه والاستقامة على دينه والتفقه في ذلك والسير على ذلك حتى الموت وهذه العبادة التي خلقوا لها لا بد أن يتفقهوا فيها ولا بد أن يعرفوها بالأدلة من الكتاب والسنة فهم خلقوا ليعبدوا الله وتفسير هذه العبادة يؤخذ عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم . مجموع فتوى و رسائل الشيخ مقال واجب المسلمين تجاه دينهم ودنياهم
{4}تعقيب من سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز على ما نشر في مجلة الحج " التضامن الإسلامي" حول عقيدة غلام أحمد برويز نشر في الصحف عام 1382 هـ عندما كان سماحته نائبا لرئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورةحكم الشريعة في غلام أحمد برويز الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه أما بعد فقد اطلعت على ما نشرته ( مجلة الحج ) في عددها الثاني الصادر في 16 شعبان عام 1382 هـ من الاستفتاء المقدم إليها من أخينا العلامة الشيخ محمد يوسف البنوري مدير المدرسة العربية الإسلامية بكراتشي عن حكم الشريعة الإسلامية في غلام أحمد برويز الذي ظهر أخيرا في بلاد الهند وعن حكم معتقداته التي قدم فضيلة المستفتي نماذج منها لاستفتائه وعن حكم من اعتنق تلك العقائد واعتقدها ودعا إليها؟ إلخ والجواب كل من تأمل تلك النماذج التي ذكرها المستفتي في استفتائه من عقائد غلام أحمد برويز وهي عشرون أنموذجا موضحة في الاستفتاء المنشور في المجلة المذكورة كل من تأمل هذه النماذج المشار إليها من ذوي العلم والبصيرة يعلم علما قطعيا لا يحتمل الشك بوجه ما أن معتنقها ومعتقدها والداعي إليها كافر كفرا أكبر مرتد عن الإسلام يجب أن يستتاب فإن تاب توبة ظاهرة وكذب نفسه تكذيبا ظاهرا ينشر في الصحف المحلية كما نشر فيها الباطل من تلك العقائد الزائفة وإلا وجب على ولي الأمر للمسلمين قتله وهذا شيء معلوم من دين الإسلام بالضرورة والأدلة عليه من الكتاب والسنة وإجماع أهل العلم كثيرة جدا لا يمكن استقصاؤها في هذا الجواب وكل أنموذج من تلك النماذج التي قدمها المستفتي من عقائد [غلام أحمد برويز] يوجب كفره وردته عن الإسلام عند علماء الشريعة الإسلامية وإلى القارئ الكريم نبذة من تلك النماذج التي أشرنا إليها ليعلم مدى بشاعتها وشناعتها وبعدها عن الإسلام وأن معتقدها لا يؤمن بالله واليوم الآخر ولا يؤمن بالرسول صلى الله عليه وسلم ولا بما أخبر الله به عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم عن الآخرة والجنة والنار وليعلم أيضا أن معتقدها بعيد كل البعد عما جاءت به الرسل شديد العداوة والحقد والكيد للإسلام والمسلمين بارع في المكر والتلبيس متجرد من الحياء والأدب نسأل الله تعالى العافية والسلامة لنا وللمسلمين من شر ما ابتلي به هذا الزنديق الملحد النموذج الأول من عقائد الملحد [غلام أحمد برويز] على ما نشرته المجلة المذكورة في الاستفتاء المنوه عنه آنفا يقول ( إن جميع ما ورد في القرآن الكريم من الصدقات والتوريث وما إلى ذلك من الأحكام المالية كل ذلك مؤقت تدريجي إنما يتدرج به إلى دور مستقل يسميه هو نظام الربوبية فإذا جاء ذلك الوقت تنتهي هذه الأحكام؛ لأنها كانت مؤقتة غير مستقلة ) النموذج الثاني ( أن الرسول والذين معه قد استنبطوا من القرآن أحكاما فكانت شريعة وهكذا كل من جاء بعده من أعضاء شورائية لحكومة مركزية لهم أن يستنبطوا أحكاما من القرآن فتكون تلك الأحكام شريعة ذلك العصر وليسوا مكلفين بتلك الشريعة السابقة ثم لا تختص تلك بباب واحد بل العبادات والمعاملات والأخلاق كلها يجري فيه ذلك ومن أجل ذلك القرآن لم يعين تفصيلات العبادة ) النموذج الثالث قوله تعالى أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ أن المراد من إطاعة الله ورسوله هو إطاعة مركز الأمة أي الحكومة المركزية والمراد بأولي الأمر الجمعيات التي تنعقد تحتها فالحكومة المركزية تستقل بالتشريع وليس المراد بإطاعة الله إطاعة كتابه القرآن ولا بإطاعة الرسول إطاعة أحاديثه فكل حكومة مركزية قامت بعد عهد الرسالة منصبها منصب الرسول فإطاعة الله والرسول إنما هي إطاعة تلك الحكومة والرسول كان مطاعا من جهة أنه كان أميرا وإماما للحكومة المركزية والحكومة المركزية هي المطاعة ) النموذج الرابع ( قد صرح القرآن الكريم بأنه لا يستحق الرسول أن يكون مطاعا وليس له أن يأمرهم بطاعته وليس المراد من إطاعة الله وإطاعة الرسول إلا إطاعة مركز نظام الدين الذي ينفذ أحكام القرآن فقط ) النموذج السادس ( ليس المراد بالجنة والنار أمكنة خاصة بل هي كيفيات للإنسان ) النموذج التاسع عشر ( الإيمان بالقدر خيره وشره مكيدة مجوسية جعلتها عقيدة للمسلمين فهذه أيها القارئ الكريم نماذج نقلتها لك من الاستفتاء المنشور في المجلة حسب ترتيبها فيها لتعلم صحة ما ذكرته لك آنفا وإذا قرأت بقية النماذج التي في المجلة علمت من كفره وشناعة آرائه ما يؤيد ذلك ويرشدك إلى كثير من آيات الله الساطعة وبراهينه القاطعة على حكمته في عباده وقدرته العظيمة على تقليب القلوب والقضاء عليها بالزيغ حتى تصل إلى حد لا يكاد يتصوره العقل البشري فسبحان الله ما أعظم شأنه وما أكمل قدرته كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ وهذه النماذج التي نقلنا يدل على بطلانها وعلى بطلان بقية النماذج الأخرى آيات كثيرات وأحاديث صحيحة وإجماع أهل العلم فمن الآيات قوله سبحانه وتعالى قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ * فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وهذا الملحد لم يؤمن بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم وما أنزل على الرسل قبله بل أنكر ذلك غاية الإنكار كما يدل على ذلك إنكاره طاعة الله ورسوله وتأييد شريعته وإنكاره الجنة والنار وإنكار القدر فيكون بذلك غير مهتد بل هو من أهل الشقاق والكفر والإلحاد وقال تعالى إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ وهذا الملحد لا يدين بذلك ويرى أن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم مقيدة بحياته وأنه لم يطع لكونه رسول الله وإنما أطيع لكونه أمير الحكومة المركزية . وهذا الملحد أيضا لا يرى طاعة الله ولا يلتزم بها وإنما الطاعة عنده للحكومة المركزية كيفما كانت . وهذا صريح في تكذيب الله وتكذيب كتابه وصريح في إنكار الإسلام وإنكار أن يكون هو الدين الذي يجب التزامه ، وإنما الدين عنده ما شرعته الحكومة المركزية وأمرت به وإن خالف القرآن والسنة ، وقال تعالى : وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ وهذا الملحد كما سبق لا يدين بهذه الآية فيكون مكذبا لله ومعترضا على الله فيكون في الآخرة من الخاسرين والخاسر في الآخرة الخسارة المطلقة هو الكافر المستوجب للخلود في النار نعوذ بالله من ذلك وقال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا وقال تعالى إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ أَمَرَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وقال عز وجل : وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ وهذا الزائغ الملحد لا يدين بهذه الآيات ولا يوجب طاعة الله ورسوله ولا التحاكم إليهما كما سبق ، بل يرى كل ذلك للحكومة المركزية ، وهذا كله كاف في تكفيره وشناعة عقيدته وتكذيبه لله ولكتابه ولرسوله وللمسلمين ومن كان بهذه المثابة فكفره وزيغه وبعده عن الهدى لا يحتاج إلى إقامة الأدلة لكونه أظهر وأبين من الشمس في رابعة النهار في اليوم الصحو ، والآيات في معنى ما ذكرته كثيرة . وأما الأحاديث فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين وغيرهما أنه قال : " وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة " وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى " قيل يا رسول الله ومن يأبى؟ قال " من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى " رواه البخاري . وفي القرآن الكريم يقول الله سبحانه : قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ويقول : مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وهذا الملحد لا يؤمن ببعثته ولا بوجوب طاعته ولا يراه رسولا إلى الناس عامة وإنما يطاع عند هذا الزنديق في حياته فقط لكونه أمير الحكومة المركزية لا لكونه رسول الله فسبحان الله ما أشنع هذا القول وما أبعده عن الهدى وقد أجمع المسلمون إجماعا قطعيا معلوما من الدين بالضرورة ومنقولا في كتب أهل العلم التي تحكي الإجماع والخلاف على أن من كذب الله سبحانه أو كذب رسوله صلى الله عليه وسلم ولو في شيء يسير أو أجاز الخروج عن دينه أو قال إن محمدا صلى الله عليه وسلم رسول إلى العرب خاصة أو إلى أهل زمانه خاصة فهو كافر مرتد عن الإسلام يباح دمه وماله ليس في ذلك بين أهل العلم بحمد الله خلاف فلا حاجة إلى التطويل بنقل إجماعهم من مصادره وأرجو أن يكون فيما ذكرته كفاية للقارئ والمستفتي؛ لأن كفر هذا الملحد [غلام أحمد برويز] على حسب ما ذكر من آرائه ومعتقداته يعلم بالبداهة لعامة المسلمين فضلا عن علمائهم فلا ضرورة إلى بسط الأدلة عليه ونسأل الله أن يعافي المسلمين من شره وأمثاله وأن يكبت أعداء الإسلام أينما كانوا ويبطل كيدهم ويميتهم بغيظهم لم يدركوا ما أرادوا إنه على كل شيء قدير وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله سيدنا وإمامنا محمد بن عبد الله المبعوث إلى الناس عامة بالشريعة الكاملة إلى يوم القيامة وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين والحمد لله رب العالمين
رد: فتاوى علماء أهل الحديث في القادينية
الشيخ الألباني رحمه الله
{1}
كلكم يسمع بطائفة معاصرة لم يمضي على نشأتها الا قرن من الزمان ألا و هم الطائفة القاديانية هؤلاء مسلمون و ليسوا بمسلمين ، مسلمون يصومون و يصلون و يشهدون كما نشهد لا اله الا الله و أن محمدا رسول الله و يحجون أيضا و لكنهم كما قلت آنفا ليسوا مسلمين لمذا؟ لأنهم خالفوا سبيل المؤمنين فصبت عليهم الآية صبا { ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى و يتبع غير سبيل المؤمنين} هؤلاء اتبعوا غير سبيل المؤمنين لكنهم حينما اتبعوا غير سبيل المؤمنين هل أعرضوا عن الكتاب و السنة؟ لا هم يتحدوننا و يقولون لنا نحن مع الكتاب و السنة أما أنتم فقد أخطأتم الكتاب و السنة ، مثال واحد كما قلت آنفا ، هؤلاء لهم عقائد كثيرة انحرفوا فيها عن سبيل المؤمنين و لسنا أيضا في هذا الصدد لكن حسبكم هذا المثال ، من عقائدهم أن النبوة لم تختم و لم تنقطع بنبينا عليه الصلاة و السلام بل لا تزال أبواب النبوة مفتحة على مصرعيها الى ما شاء الله في زعمهم ثم زعموا أن أحد هؤلاء جائهم ، جائهم من بلاد الهند ومن قرية اسمها قاديان و لذالك هم ينسبون اليها فيقال عنهم القاديانيون ، هذا الرجل اسمه ميرزا غلام أحمد القادياني يؤمن بالكتاب و السنة و لكنه لا يؤمن بالكتاب و السنة ، أظن الآن يسهل عليكم أن تفهموا هذا الكلام المتناقض ظاهرا ، هم يؤمنون بالكتاب و السنة ولكن هم لا يؤمنون بالكتب و السنة كيف هذا؟ يؤمنون بألفاظ الكتاب و السنة و لكنهم لا يؤمنون بحقائق معانيها و اللفظ كما نعلم جميعا :الألفاظ هي قوالب المعاني فهي وسيلة للتعبير على ما في نفس المتكلم و ليس اللفظ هو المقصود بالذات كما قيل قديما ان الكلام لفي الفؤاد و انما جعل اللسان على الفؤاد دليلا فاذا آمن مؤمن بكلام الله عز وجل و لكنه حرفه عن المعنى الحقيقي فهو آمن باللفظ و كفر بالمعنى اذن هو كفر بحقيقة الآية و ان آمن بلفظها ، فهناك الآية الكريمة { ما كان محمد أبى أحد من رجالكم و لكن رسول الله و خاتم النبيين} هل كفروا بهذه الآية؟ لا ما كفروا ، بل كفروا عرفتم الآن ، لما؟ لأنهم فسروا {و لكن رسول الله و خاتم النبيين} بغير المعنى الذي تلقاه الخلف عن السلف و وصل الينا تفسير الآية بالتواتر من أحاديث الرسول عليه الصلاة و السلام من تفسير الصحابة و التابعين و هكذا الى أن جاء المعنى الصحيح مدونا في كل كتب المسلمين عقيدة و حديثا و تفسيرا { و لكن رسول الله و خاتم النبيين} أي آخرهم ، فماذا قال هؤلاء الضالون؟ قالوا {ولكن رسول الله و خاتم النبيين }أي زينتهم و ليس معنى الآية آخرهم قالوا كما أن الاصبع زينته الخاتم كذالك رسول الله هو زينة الأنبياء فأنتم معشر المسلمين ضللتم في فهم هذه الآية و الحقيقة أنهم هم الضالون لأنهم خالفوا سبيل المؤمنين أظن أن هذا المثال يكفيكم تماما أن تفهموا أنه لا يكفي في هذا العصر أن نقول الكتاب و السنة لأن كل من الكتاب و السنة يفسر حسب المذاهب و المشارب و الأهواء و هذا هو المثال لذالك نحن دعوتنا يجب أن تكون قائمة عندكم بصورة واضحة جدا ، قائمة على الكتاب و السنة و على منهج السلف الصالح فمن وافقنا على هذا فهو معنا و الا فحسبه أن يكون فرقة من تلك الفرق التي حكم النبي صلى الله عليه و سلم بأنها في النار و نحن نقول بلسان الحال و لسان المقال كما قال رب الأنام في القرآن { يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم} الشريط 632 من سلسلة الهدى و النور
{2} القاديانين هم يأبون هذه النسبة تبريرا للناس و ينسبون أنفسهم بالأحمديين و هذا له بحث طويل لبيان هذا التدليس منهم المهم هؤلاء القاديانيون يشهدون معنا بكل ما نشهد من الايمان بالملائكة و ما بعده و بالاسلام الأركان الخمسة فهم يصلون و يحجون و يزكون و يصومون الى آخره لكنهم يقولون بأن هناك أنبياء بعد محمد صلى الله عليه و على آله و سلم و ليس كما نعتقد نحن كما قال الله عز و جل في القرآن الكيرم { ولكن رسول الله و خاتم النبيين} و كما قال عليه الصلاة و السلام في أحاديث كثيرة و من أصحها و أشهرها قوله لعلي رضي الله عنه لما خلفه خليفة من بعده في المدينة و يمن شطر تبوك قال { أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي} كيف هؤلاء يشاركوننا في كل شروط الايمان و الاسلام و مع ذالك هم يعتقدون بمجيء أنبياء بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم ،هذا كقاعدة، ثم يعتقدون بأن أحدهم جاء فعلا من الهند و من قرية اسمها قادين و اليها ننسبهم نحن فنقول عنهم قاديانيون ، هؤلاء يشاركوننا في كل هذه العقائد و يفارقوننا باعتقادهم في مجيء أنبياء في المستقبل و أن أحدهم جاء منذ ستين سنة تقريبا و كان يسمى ميرزا غلام أحمد القادياني و هذا ترجمته الى اللغة العربية خادم أحمد أي نبينا محمد صلى الله عليه و سلم فمن مكرهم و دسائسهم سحبوا هذه الاضافة خادم أحمد فقالوا اسمه أحمد و هذا كما أشرت آنفا و هذا كما ذكرت آنفا له بحث طويل ، الشاهد كيف هؤلاء يعتقدون بمجيء أنبياء و أن أحدهم جاء و هم يؤمنون بالآية السابقة { و لكن رسول الله و خاتم النبيين} و لا ينكرون حديث علي ، يقولون أنتم ما تفهمون القرآن ليس المعنى كما تظنون أنتم أنه آخر الأنبياء ، فاذا قدم اليهم الحديث السابق و مثله كثير و كثير جدا ايضا حرفوا الحديث كما حرفوا الآية و قالوا {أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي} أي معي ، أي بعد ما أرتفع للرفيق الأعلى يأتي بعدي، فمعنى الحديث أي لا نبي بعدي أي معي . وهكذا يتأولون النصوص على طريقة سلفهم من المعتزلة و الخوارج و نحوهم اذن بارك الله فيكم هنا بيت القصيد لا يكفي أن نقول الأصلان هما القرآن و السنة هما مرجعنا فقط لأن كل الفرق الضالة يقولون هذه القولة و يدينون بهذين الأصلين و لكن اذا قيل لهم كما قلت آنفا هل أنتم تتبعون السلف بدءا من الصحابة الى القرن الثاني الى الثالث قالوا لا نحن رجال و وهم رجال .الشريط 630 من سلسلة الهدى و النور
{3}الفرقة الجديدة و هي القاديانية الذين يسمون بالأحمدية فهؤلاء آخر الفرق الاسلامية التي لها كيان و لها شخوص و لها بروز و لها دعوة شائعة في البلاد الاوربية و البلاد الأمركية باسم الاسلام ، هؤلاء مسلمون يصلون الصلوات الخمس و يحجون الى بيت الله الحرام و لكنهم ينكرون حقائق شرعية منصوص عليها في الكتاب و السنة لم يسبقوا الي القول بها ، مش مثل المعتزلة و الماتريدية و الأشاعرة فهم مثلا ينكرون أن يكون هناك خلق هم الجن مع أن هناك سورة اسمها سورة الجن طيب هل ينكرون القرآن ، ينكرون السورة؟ لا لكن يقولون لنا أنتم ما فهمتم معنى الجن ، الجن مثل الانس و البشر .اللفظين دول بيدلوا على مسمى واحد أو مسمين؟ لا مسمى واحد . هم جابوا مسمى ثالث الانس و البشر و الجن أسماء ثلاثة تطلق على مسما واحد و هم البشر ، لما بتجبلوا آية في القرآن {خلقتني من النار و خلقته من طين} يقولك هذه موش نار حقيقية و لا طين حقيقي انما هذا مجاز ولما بتجبلوا الحديث الصحيح في مسلم {خلق الله الملائكة من نور و خلق الجان من نار و خلق آدم مما وصف لكم } يقول لك هذا حديث آحاد لا تثبت به عقيدة وهذه ضلالة و هي أنه حديث الآحاد لا تثبت به عقيدة ، مع الأسف الشديد ما هو مذهب قادياني؟ القاديانية سبقوا الى هذه الضلالة بقرون لكن لم يسبقوا الى تفسير الجن بأنهم هم الانس أو البشر ، الأزهر الشريف الآن، الأزهر الذي يسموه الشريف الآن يقرر على الطلاب الذين يوزعونهم في العالم الاسلامي للدعوة للاسلام أنه الحديث الصحيح لا يحتج به في العقيدةالشريط 161 من سلسلة الهدى و النور
{4}غلام أحمد هكذا عرف الرجل و لكنه ادعى المهدوية ثم ادعى النبوة و حمل على نفسه بعض النصوص الشرعية من الكتاب و السنة جرها على نفسه جرا مثل قوله تعالى { و مبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد} من هذا أحمد ؟ هو محمدنا ؟ لا هو أحمدهم هكذا ، و بناء على ذالك حتى يصح له جلب هذه الآية و حملها على ذاته غير اسمه في مؤلفاته و أنا هذا درسته شخصيا لأني أبتليت بمجادلة القاديانية هناك في دمشق سنين طويلة ، فهو كان يكتب اسمه في مؤلفاته ميرزا غلام أحمد أي خادم أحمد ابن عبد الله ابن عبد المطلب فحذف ميرزا غلام أحمد و أبقى أحمد اسمه أحمد لكي يدلل أنه هذه الآية تعنيني أنا و أنا اسمي احمد و أما محمد النبي المبعوث رحمة للعالمين اسمه محمد و ليس اسمه أحمد هكذا أوهم المضللين به و لذالك اتماما لاضلال شيخهم لهم يضللون العالم بانهم أحمديون ليسوا منتسبين لأحمد ابن عبد الله ابن عبد المطلب و انما لأحمد الكذاب هؤلاء كالمعتزلة ضلوا أشد الاغراق في الضلال لأنهم ينكرون ما هو معلوم من الدين بالضرورة، يؤمنون بكل الكتاب و لكن لفظا و ليس معنا الشريط 198 من سلسلة الهدى و النورالقاديانيون هكذا مثالهم يؤمنون بألفاظ الفرآن في كثير من نصوصه و لكنهم يحرفون الكلم من بعض مواضعه كما حكى ربنا ذالك في القرآن الكريم عن اليهودهم يقتقدون مثلا أنه باب النبوة مفتوح من بعد محمد عليه الصلاة و السلامالشريط198 من سلسلة الهدى و النور
{5}لا بد أنكم تسمعون بطائفة اسمها القاديانية ينتسبون الى بلدة أو قرية في الهند تسمى بقديان هناك خرج رجل من الصوفية عالم و لكن كان صوفيا صاحب طريقة فا دعى أولا بأنه المهدي ثم ادعى بانه عيسى المبشر في نزوله آخر الزمان ثم ادعى بانه يوحى اليه و له كتب مطبوع باللغة العربية اسمه حقيقة الوحي و له هناك كفريات عجيبة جدا من هذا النبي الذي كذب و افترى على الله عز و جل يقول هناك مثلا يزعم أن اسمه احمد و كان اسمه الذي سماه أبوه غلام أحمد ترجمة غلام أحمد في لغتهم أي خادم أحمد و المقصود بأحمد هنا نبينا محمد عليه السلام و هذا الوليد سموه تبركا بغلام أحمد أي خادمه ثم لما ترقى في الضلال حذف كلمة غلام و بقي اسمه أحمد ثم زعم بأن الله عز وجل أوحى اليه ذالك الكتاب المعروف بحقيقة الوحي ، مذا يقول فيه ؟ قال الله له يا أحمد أنت مني بمنزلة توحيدي أنت مني بمنزلة تفريدي، يعني هو بمنزلة توحيد الله عز و جل و له من مثل هذه الضلالات الكثير و الكثير جدا لكنه لما ادعى النبوة اتبعه أناس الى اليوم و هو مضى عليه تقريبا نحوسبعين سنة ، مات، له اليوم اتباع منتشرون اليوم في بريطانيا في المانيا في فرنسا و لهم نشاط عجيب في الدعوة لا أقول في الدعوة الى الاسلام و انما في الدعوة الى اسلامهم لأن من اسلامهم أن النبوة لم تنقطع خلافا للآية المعروفة { و لكن رسول الله و خاتم النبيين} خلافا لقوله عليه الصلاة و السلام { ان النبوة و الرسالة انقطعت فلا نبي و لا رسول بعدي} و خلاف قوله عليه السلام لعلي لما عليه السلام ذهب الى تبوك وخلفه في المدينة نائبا عنه قال له عليه الصلاة و السلام { أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي} هؤلاء القاديانيون لا تظنون أنهم ينكرون شيئا من أركام الايمان أو شيئا من أركان الاسلام ، لا هم يؤمنون معنا في كل هذه الأركان فهم يصلون و يصومون و يحجون و أسمائهم أسماء اسلامية تماما ، فهل ترونهم مسلمين و هم يعتقدون أن هذا الرجل نبي صادق ثم هذا الرجل يقول بأنه سيأتي أنبياء من بعدي ، طبعا هؤلاء ليسوا من المسلمين لأنهم أنكروا كما يقول الفقهاء ما هو معلوم من الدين بالضرورة، معلوم من الدين بالضروة عند كل مسلم أنه لا نبي بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم للآية المذكورة آنفا و للأحاديث التي ذكرت بعضها أيضا آنفا الشريط 705 من سلسلة الهدى و النور
{1}
كلكم يسمع بطائفة معاصرة لم يمضي على نشأتها الا قرن من الزمان ألا و هم الطائفة القاديانية هؤلاء مسلمون و ليسوا بمسلمين ، مسلمون يصومون و يصلون و يشهدون كما نشهد لا اله الا الله و أن محمدا رسول الله و يحجون أيضا و لكنهم كما قلت آنفا ليسوا مسلمين لمذا؟ لأنهم خالفوا سبيل المؤمنين فصبت عليهم الآية صبا { ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى و يتبع غير سبيل المؤمنين} هؤلاء اتبعوا غير سبيل المؤمنين لكنهم حينما اتبعوا غير سبيل المؤمنين هل أعرضوا عن الكتاب و السنة؟ لا هم يتحدوننا و يقولون لنا نحن مع الكتاب و السنة أما أنتم فقد أخطأتم الكتاب و السنة ، مثال واحد كما قلت آنفا ، هؤلاء لهم عقائد كثيرة انحرفوا فيها عن سبيل المؤمنين و لسنا أيضا في هذا الصدد لكن حسبكم هذا المثال ، من عقائدهم أن النبوة لم تختم و لم تنقطع بنبينا عليه الصلاة و السلام بل لا تزال أبواب النبوة مفتحة على مصرعيها الى ما شاء الله في زعمهم ثم زعموا أن أحد هؤلاء جائهم ، جائهم من بلاد الهند ومن قرية اسمها قاديان و لذالك هم ينسبون اليها فيقال عنهم القاديانيون ، هذا الرجل اسمه ميرزا غلام أحمد القادياني يؤمن بالكتاب و السنة و لكنه لا يؤمن بالكتاب و السنة ، أظن الآن يسهل عليكم أن تفهموا هذا الكلام المتناقض ظاهرا ، هم يؤمنون بالكتاب و السنة ولكن هم لا يؤمنون بالكتب و السنة كيف هذا؟ يؤمنون بألفاظ الكتاب و السنة و لكنهم لا يؤمنون بحقائق معانيها و اللفظ كما نعلم جميعا :الألفاظ هي قوالب المعاني فهي وسيلة للتعبير على ما في نفس المتكلم و ليس اللفظ هو المقصود بالذات كما قيل قديما ان الكلام لفي الفؤاد و انما جعل اللسان على الفؤاد دليلا فاذا آمن مؤمن بكلام الله عز وجل و لكنه حرفه عن المعنى الحقيقي فهو آمن باللفظ و كفر بالمعنى اذن هو كفر بحقيقة الآية و ان آمن بلفظها ، فهناك الآية الكريمة { ما كان محمد أبى أحد من رجالكم و لكن رسول الله و خاتم النبيين} هل كفروا بهذه الآية؟ لا ما كفروا ، بل كفروا عرفتم الآن ، لما؟ لأنهم فسروا {و لكن رسول الله و خاتم النبيين} بغير المعنى الذي تلقاه الخلف عن السلف و وصل الينا تفسير الآية بالتواتر من أحاديث الرسول عليه الصلاة و السلام من تفسير الصحابة و التابعين و هكذا الى أن جاء المعنى الصحيح مدونا في كل كتب المسلمين عقيدة و حديثا و تفسيرا { و لكن رسول الله و خاتم النبيين} أي آخرهم ، فماذا قال هؤلاء الضالون؟ قالوا {ولكن رسول الله و خاتم النبيين }أي زينتهم و ليس معنى الآية آخرهم قالوا كما أن الاصبع زينته الخاتم كذالك رسول الله هو زينة الأنبياء فأنتم معشر المسلمين ضللتم في فهم هذه الآية و الحقيقة أنهم هم الضالون لأنهم خالفوا سبيل المؤمنين أظن أن هذا المثال يكفيكم تماما أن تفهموا أنه لا يكفي في هذا العصر أن نقول الكتاب و السنة لأن كل من الكتاب و السنة يفسر حسب المذاهب و المشارب و الأهواء و هذا هو المثال لذالك نحن دعوتنا يجب أن تكون قائمة عندكم بصورة واضحة جدا ، قائمة على الكتاب و السنة و على منهج السلف الصالح فمن وافقنا على هذا فهو معنا و الا فحسبه أن يكون فرقة من تلك الفرق التي حكم النبي صلى الله عليه و سلم بأنها في النار و نحن نقول بلسان الحال و لسان المقال كما قال رب الأنام في القرآن { يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم} الشريط 632 من سلسلة الهدى و النور
{2} القاديانين هم يأبون هذه النسبة تبريرا للناس و ينسبون أنفسهم بالأحمديين و هذا له بحث طويل لبيان هذا التدليس منهم المهم هؤلاء القاديانيون يشهدون معنا بكل ما نشهد من الايمان بالملائكة و ما بعده و بالاسلام الأركان الخمسة فهم يصلون و يحجون و يزكون و يصومون الى آخره لكنهم يقولون بأن هناك أنبياء بعد محمد صلى الله عليه و على آله و سلم و ليس كما نعتقد نحن كما قال الله عز و جل في القرآن الكيرم { ولكن رسول الله و خاتم النبيين} و كما قال عليه الصلاة و السلام في أحاديث كثيرة و من أصحها و أشهرها قوله لعلي رضي الله عنه لما خلفه خليفة من بعده في المدينة و يمن شطر تبوك قال { أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي} كيف هؤلاء يشاركوننا في كل شروط الايمان و الاسلام و مع ذالك هم يعتقدون بمجيء أنبياء بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم ،هذا كقاعدة، ثم يعتقدون بأن أحدهم جاء فعلا من الهند و من قرية اسمها قادين و اليها ننسبهم نحن فنقول عنهم قاديانيون ، هؤلاء يشاركوننا في كل هذه العقائد و يفارقوننا باعتقادهم في مجيء أنبياء في المستقبل و أن أحدهم جاء منذ ستين سنة تقريبا و كان يسمى ميرزا غلام أحمد القادياني و هذا ترجمته الى اللغة العربية خادم أحمد أي نبينا محمد صلى الله عليه و سلم فمن مكرهم و دسائسهم سحبوا هذه الاضافة خادم أحمد فقالوا اسمه أحمد و هذا كما أشرت آنفا و هذا كما ذكرت آنفا له بحث طويل ، الشاهد كيف هؤلاء يعتقدون بمجيء أنبياء و أن أحدهم جاء و هم يؤمنون بالآية السابقة { و لكن رسول الله و خاتم النبيين} و لا ينكرون حديث علي ، يقولون أنتم ما تفهمون القرآن ليس المعنى كما تظنون أنتم أنه آخر الأنبياء ، فاذا قدم اليهم الحديث السابق و مثله كثير و كثير جدا ايضا حرفوا الحديث كما حرفوا الآية و قالوا {أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي} أي معي ، أي بعد ما أرتفع للرفيق الأعلى يأتي بعدي، فمعنى الحديث أي لا نبي بعدي أي معي . وهكذا يتأولون النصوص على طريقة سلفهم من المعتزلة و الخوارج و نحوهم اذن بارك الله فيكم هنا بيت القصيد لا يكفي أن نقول الأصلان هما القرآن و السنة هما مرجعنا فقط لأن كل الفرق الضالة يقولون هذه القولة و يدينون بهذين الأصلين و لكن اذا قيل لهم كما قلت آنفا هل أنتم تتبعون السلف بدءا من الصحابة الى القرن الثاني الى الثالث قالوا لا نحن رجال و وهم رجال .الشريط 630 من سلسلة الهدى و النور
{3}الفرقة الجديدة و هي القاديانية الذين يسمون بالأحمدية فهؤلاء آخر الفرق الاسلامية التي لها كيان و لها شخوص و لها بروز و لها دعوة شائعة في البلاد الاوربية و البلاد الأمركية باسم الاسلام ، هؤلاء مسلمون يصلون الصلوات الخمس و يحجون الى بيت الله الحرام و لكنهم ينكرون حقائق شرعية منصوص عليها في الكتاب و السنة لم يسبقوا الي القول بها ، مش مثل المعتزلة و الماتريدية و الأشاعرة فهم مثلا ينكرون أن يكون هناك خلق هم الجن مع أن هناك سورة اسمها سورة الجن طيب هل ينكرون القرآن ، ينكرون السورة؟ لا لكن يقولون لنا أنتم ما فهمتم معنى الجن ، الجن مثل الانس و البشر .اللفظين دول بيدلوا على مسمى واحد أو مسمين؟ لا مسمى واحد . هم جابوا مسمى ثالث الانس و البشر و الجن أسماء ثلاثة تطلق على مسما واحد و هم البشر ، لما بتجبلوا آية في القرآن {خلقتني من النار و خلقته من طين} يقولك هذه موش نار حقيقية و لا طين حقيقي انما هذا مجاز ولما بتجبلوا الحديث الصحيح في مسلم {خلق الله الملائكة من نور و خلق الجان من نار و خلق آدم مما وصف لكم } يقول لك هذا حديث آحاد لا تثبت به عقيدة وهذه ضلالة و هي أنه حديث الآحاد لا تثبت به عقيدة ، مع الأسف الشديد ما هو مذهب قادياني؟ القاديانية سبقوا الى هذه الضلالة بقرون لكن لم يسبقوا الى تفسير الجن بأنهم هم الانس أو البشر ، الأزهر الشريف الآن، الأزهر الذي يسموه الشريف الآن يقرر على الطلاب الذين يوزعونهم في العالم الاسلامي للدعوة للاسلام أنه الحديث الصحيح لا يحتج به في العقيدةالشريط 161 من سلسلة الهدى و النور
{4}غلام أحمد هكذا عرف الرجل و لكنه ادعى المهدوية ثم ادعى النبوة و حمل على نفسه بعض النصوص الشرعية من الكتاب و السنة جرها على نفسه جرا مثل قوله تعالى { و مبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد} من هذا أحمد ؟ هو محمدنا ؟ لا هو أحمدهم هكذا ، و بناء على ذالك حتى يصح له جلب هذه الآية و حملها على ذاته غير اسمه في مؤلفاته و أنا هذا درسته شخصيا لأني أبتليت بمجادلة القاديانية هناك في دمشق سنين طويلة ، فهو كان يكتب اسمه في مؤلفاته ميرزا غلام أحمد أي خادم أحمد ابن عبد الله ابن عبد المطلب فحذف ميرزا غلام أحمد و أبقى أحمد اسمه أحمد لكي يدلل أنه هذه الآية تعنيني أنا و أنا اسمي احمد و أما محمد النبي المبعوث رحمة للعالمين اسمه محمد و ليس اسمه أحمد هكذا أوهم المضللين به و لذالك اتماما لاضلال شيخهم لهم يضللون العالم بانهم أحمديون ليسوا منتسبين لأحمد ابن عبد الله ابن عبد المطلب و انما لأحمد الكذاب هؤلاء كالمعتزلة ضلوا أشد الاغراق في الضلال لأنهم ينكرون ما هو معلوم من الدين بالضرورة، يؤمنون بكل الكتاب و لكن لفظا و ليس معنا الشريط 198 من سلسلة الهدى و النورالقاديانيون هكذا مثالهم يؤمنون بألفاظ الفرآن في كثير من نصوصه و لكنهم يحرفون الكلم من بعض مواضعه كما حكى ربنا ذالك في القرآن الكريم عن اليهودهم يقتقدون مثلا أنه باب النبوة مفتوح من بعد محمد عليه الصلاة و السلامالشريط198 من سلسلة الهدى و النور
{5}لا بد أنكم تسمعون بطائفة اسمها القاديانية ينتسبون الى بلدة أو قرية في الهند تسمى بقديان هناك خرج رجل من الصوفية عالم و لكن كان صوفيا صاحب طريقة فا دعى أولا بأنه المهدي ثم ادعى بانه عيسى المبشر في نزوله آخر الزمان ثم ادعى بانه يوحى اليه و له كتب مطبوع باللغة العربية اسمه حقيقة الوحي و له هناك كفريات عجيبة جدا من هذا النبي الذي كذب و افترى على الله عز و جل يقول هناك مثلا يزعم أن اسمه احمد و كان اسمه الذي سماه أبوه غلام أحمد ترجمة غلام أحمد في لغتهم أي خادم أحمد و المقصود بأحمد هنا نبينا محمد عليه السلام و هذا الوليد سموه تبركا بغلام أحمد أي خادمه ثم لما ترقى في الضلال حذف كلمة غلام و بقي اسمه أحمد ثم زعم بأن الله عز وجل أوحى اليه ذالك الكتاب المعروف بحقيقة الوحي ، مذا يقول فيه ؟ قال الله له يا أحمد أنت مني بمنزلة توحيدي أنت مني بمنزلة تفريدي، يعني هو بمنزلة توحيد الله عز و جل و له من مثل هذه الضلالات الكثير و الكثير جدا لكنه لما ادعى النبوة اتبعه أناس الى اليوم و هو مضى عليه تقريبا نحوسبعين سنة ، مات، له اليوم اتباع منتشرون اليوم في بريطانيا في المانيا في فرنسا و لهم نشاط عجيب في الدعوة لا أقول في الدعوة الى الاسلام و انما في الدعوة الى اسلامهم لأن من اسلامهم أن النبوة لم تنقطع خلافا للآية المعروفة { و لكن رسول الله و خاتم النبيين} خلافا لقوله عليه الصلاة و السلام { ان النبوة و الرسالة انقطعت فلا نبي و لا رسول بعدي} و خلاف قوله عليه السلام لعلي لما عليه السلام ذهب الى تبوك وخلفه في المدينة نائبا عنه قال له عليه الصلاة و السلام { أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي} هؤلاء القاديانيون لا تظنون أنهم ينكرون شيئا من أركام الايمان أو شيئا من أركان الاسلام ، لا هم يؤمنون معنا في كل هذه الأركان فهم يصلون و يصومون و يحجون و أسمائهم أسماء اسلامية تماما ، فهل ترونهم مسلمين و هم يعتقدون أن هذا الرجل نبي صادق ثم هذا الرجل يقول بأنه سيأتي أنبياء من بعدي ، طبعا هؤلاء ليسوا من المسلمين لأنهم أنكروا كما يقول الفقهاء ما هو معلوم من الدين بالضرورة، معلوم من الدين بالضروة عند كل مسلم أنه لا نبي بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم للآية المذكورة آنفا و للأحاديث التي ذكرت بعضها أيضا آنفا الشريط 705 من سلسلة الهدى و النور
رد: فتاوى علماء أهل الحديث في القادينية
الشيخ الفوزان حفظه اللهأحسن الله إليكم صاحب الفضيلة , هذا سائل يقول : هل القاديانية من الفرق الثلاث والسبعين§لا ، القاديانية كفار ، لا يدخلون في الثلاث و السبعين ، كفار ، لأنهم أثبتوا نبوة بعد نبوة الرسول صلى الله عليه و سلم فخالفوا الكتاب و السنة و الاجماع و حكم المسلمون بكفرهم ، حكم المسلمون بكفرهم، نعمالمصدر فتوى صوتية في موقع الشيخ
اللجنة الدائمة للبحوث و الافتاء
{1}س7: مع هذه المسألة نصوص يستدل بها القاديانيون على موت عيسى ودفنه أرجو بيان تلك النصوص للرد عليهم؟ الآية الأولى: قوله تعالى: سورة المائدة الآية 75 مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَام الآية(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 311)ج7 القصد من هذه الآية الرد على من قال سورة المائدة الآية 17 إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ومن قالوا: سورة المائدة الآية 73 إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ومن قال إنه ابن الله - ببيان أن عيسى المسيح عليه السلام ليس ربا ولا إلها يعبد، بل رسول كرمه الله بالرسالة، شأنه شأن الرسل الذين مضوا من قبله أجله محدود لكن لم تبين هذه الآية متى يموت، وقد بينت الأدلة الماضية من الكتاب والسنة أنه رفع حيا، وأنه سينزل حكما عدلا، ثم يموت بعد نزوله آخر الزمان وحكمه بين الناس، ثم ذكر تعالى أن عيسى وأمه عليهما السلام كان يأكلان الطعام فدل بذلك على أنهما ليسا إلهين مع الله لحاجتهما إلى ما يحفظ عليهما حياتهما من الطعام، والله تعالى فرد صمد له الغنى المطلق يحتاج إليه كل ما عداه ولا يحتاج هو إلى أحد سواه، يؤيد أن المراد بالآية هو ما ذكر سابقها ولاحقها من الآيات، فقد سبقها آية سورة المائدة الآية 17 لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وآية: سورة المائدة الآية 73 لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وقد ذكر بعدهما النهي عن الغلو في الدين وإنكار عبادة غير الله ولعن من فعل ذلك أو سكت عنه ولم ينكره، ويوضح ذلك أيضا قوله تعالى في سورة(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 312)الأنعام سورة الأنعام الآية 14 قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ الآية. الآية الثانية: قوله تعالى: سورة الفرقان الآية 20 وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ الآيةج القصد من الآية الرد على من كفر برسالة محمد صلى الله عليه وسلم لزعمه أن الرسول إنما يكون من الملائكة لا من البشر، فرد الله عليهم زعمهم ببيان أن سننه سبحانه في إرسال رسل إلى البشر أن يصطفيهم من البشر، وأنهم يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق شأنهم في ذلك شأن البشر، وليس في الآية تحديد لأجل عيسى عليه السلام، وقد بينت الآيات الأخرى والأحاديث رفعه حيا ثم نزوله وحكمه بعد نزوله آخر الزمان ثم موته كما تقدمالآية الثالثة قوله تعالى سورة الأنبياء الآية 8 وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَج: ليس في هذه الآية أي دلالة على موت عيسى عليه السلام حينما تآمر اليهود على قتله وصلبه، وإنما فيها الدلالة على أن الأنبياء والمرسلين ومنهم عيسى ليسوا أجسادا لا تأكل، بل(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 313)يأكلون كما يأكل الناس، وفيها الحكم بأنهم لا يخلدون في الدنيا، وأهل السنة يؤمنون بذلك، وأن عيسى كغيره من المرسلين يأتي عليه الموت كغيره إلا أن الكتاب والسنة دلا على أن ذلك بالنسبة له لا يكون إلا بعد نزوله من السماء حكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير، كما تقدم.الآية الرابعة: قوله تعالى: سورة الأحزاب الآية 62 وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ج هذه الجملة وإن كانت عامة إلا أنها خصصت بالآيات والمعجزات التي أجراها الله على أيدي رسله وكانت حجة لهم على أممهم في إثبات الرسالة؛ كانفلاق البحر لموسى اثني عشر طريقا يبسا بضربة عصا، وكإبراء عيسى الأكمه والأبرص وإحيائه الموتى بإذن الله إلى غير هذا مما هو كثير معلوم، فرفع عيسى حيا وإبقاؤه قرونا ونزوله بعد ذلك مما استثني من هذا العموم كغيره من خوارق العادات التي هي سنة الله مع رسله ولا غرابة في ذلكالآية الخامسة قوله تعالى سورة الزخرف الآية 59 إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَج: هذه الآية تثبت العبودية لعيسى عليه السلام، وأن الله(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 314)أنعم عليه بالرسالة وليس ربا ولا إلها، وأنه آية على كمال قدرة الله، ومثل أعلى في الخير يقتدى به ويهتدى بهديه، فهي شبيهة في مغزاها بالآية الأولى وليس فيها أي دلالة على تحديد لأجل عيسى عليه السلام، وإنما يؤخذ بيان ذلك وتحديده من نصوص أخرى، كما تقدم.الآية السادسة: قوله تعالى: سورة المائدة الآية 17 قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا الآية ج جاء في صدر الآية سورة المائدة الآية 17 لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ فكان قوله تعالى: سورة المائدة الآية 17 قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا الآية ردا على زعمهم أن عيسى عليه السلام هو الله ببيان أن عيسى وأمه عبدان ضعيفان كسائر خلق الله ولو شاء الله أن يهلكه وأمه ومن في الأرض جميعا من المخلوقات لفعل ولكنه لم يعمهم بالهلاك، بل أجرى فيهم سنته بالإهلاك في مواقيت محدودة اقتضتها حكمته سبحانه، وكان من حكمته أنه لم يهلك عيسى عليه السلام حينما تآمر عليه اليهود ولا بعد رفعه وإنما رفعه حيا وأبقاه حيا حتى ينزل ويحكم بين الناس بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم ثم يميته بعد ذلك، كما تقدم(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 315)الآية السابعة قوله تعالى سورة المؤمنون الآية 50 وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍج: حمل مريم بعيسى عليهما السلام بلا أب على خلاف السنة الكونية في غيرهما - من الآيات البينات الدالات على كمال قدرة الله سبحانه وقد آواهما الله إلى ربوة مكان مرتفع خصيب فيه استقرار وماء معين ظاهر تراه العيون، والمراد بذلك بيت المقدس من فلسطين رحمة من الله بهما ونعمة من الله عليهما، وكان ذلك في فلسطين لا في بلد من بلاد باكستان ، وكان ذلك قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأكثر من خمسمائة عام لا بعد هجرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأكثر من اثني عشر قرنا، فمن حمل الربوة على مكان بباكستان أو تأول ابن مريم على غلام أحمد فقد حرف الآية وافترى على الله كذبا وخرج عن واقع التاريخ. الآية الثامنة: قوله تعالى: سورة آل عمران الآية 55 إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا الآيةج استدلال القاديانيين بهذه الآية على موت عيسى عليه السلام فيما مضى مبني على تفسير التوفي بالإماتة، وهو مخالف(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 316)لما صح عن السلف من تفسيره بقبض الله رسوله عيسى عليه السلام من الأرض ورفعه إليه حيا وتخليصه بذلك من الذين كفروا جمعا بين نصوص الكتاب والسنة الصحيحة الدالة على رفعه حيا وعلى نزوله آخر الزمان وعلى إيمان أهل الكتاب جميعا وغيرهم به حين نزوله، أما ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما من تفسير التوفي هنا بالإماتة فلم يصح سنده لانقطاعه، إذ هو من رواية علي بن أبي طلحة عنه وعلي لم يسمع منه ولم يره ولم يصح أيضا ما روي عن وهب بن منبه اليماني من تفسير التوفي بالإماتة؛ لأنه من رواية محمد بن إسحاق عمن لم يسمهم عن وهب بن منبه ، وابن إسحاق مدلس وفيه مجهول، ثم هذا التفسير لا يزيد عن كونه احتمالا في معنى التوفي فإنه قد فسر بمعان، ففسر بأن الله قد قبضه من الأرض بدنا وروحا ورفعه إليه حيا، وفسر بأنه أنامه ثم رفعه، وبأنه يميته بعد رفعه ونزوله آخر الزمان، إذ الواو لا تقتضي الترتيب وإنما تقتضي جمع الأمرين له فقط، وإذا اختلفت الأقوال في معنى الآية وجب المصير إلى القول الذي يوافق ظواهر الأدلة الأخرى، جمعا بين الأدلة، وردا للمتشابه منها إلى المحكم، كما هو شأن الراسخين في العلم دون أهل الزيغ الذين يتبعون ما تشابه من التنزيل ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وقانا الله شرهم(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 317) الآية التاسعة قوله تعالى سورة المائدة الآية 117 وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ الآية.ج: الاستدلال بالآية على موت عيسى عليه السلام قبل رفعه إلى السماء أو بعد رفعه وقبل نزوله آخر الزمان مبني على تفسير التوفي بالإماتة كما سبق في الكلام على الآية الثامنة، وقد تقدم أن هذا التفسير غير صحيح، وأنه على خلاف ما فسره به السلف جمعا بين نصوص الأدلة من الكتاب والسنة الصحيحة.الآية العاشرة : قوله تعالى: سورة مريم الآية 31 وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًًّّاج هذه الكلمة مما حكاه الله سبحانه في القرآن من كلام عيسى عليه السلام في المهد وفيها أنه سبحانه أمره بالصلاة والزكاة ما دام حيا وليس فيها تحديد لحياته ولا بيان لوقت مماته، وقد بينت ذلك الأدلة التي تقدم ذكرها، فيجب حمل المجمل على المفصل من النصوص، وألا يضرب بعضها ببعض ولا يوقف منها عند المتشابه، فإن جميع ذلك من عند الله يبين بعضه بعضا ويصدق بعضه بعضاالآية الحادية عشرة قوله تعالى سورة مريم الآية 33 وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 318)ج: هذه كالتي قبلها فيها إثبات السلام والأمن له من الله في كل أحواله وليس فيها تحديد لمدة حياته ولا لوقت موته، فيجب الرجوع إلى النصوص الأخرى التي تبين ذلك، كما تقدم بيانه.الآية الثانية عشرة: قوله تعالى: سورة النحل الآية 20 وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ سورة النحل الآية 21 أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ الآية. ج: هذه الآية سيقت للرد على من عبد غير الله من الملائكة وعزير وعيسى واللات والعزى ومناة ولبيان أنهم لا يخلقون شيئا ما ولو ذبابا، بل هم مخلوقون مربوبون أموات غير أحياء، ولكن الأدلة الأخرى دلت على بقاء عيسى عليه السلام حيا حتى ينزل ويحكم بين الناس بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم ثم يموت.الآية الثالثة عشرة: قوله تعالى: سورة البقرة الآية 136 قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَج هذه الآية أمر الله فيها بالإيمان بجميع الأنبياء وما أنزل إليهم من ربهم، وبين أنه سبحانه لا يفرق بينهم في وجوب الإيمان بهم وبما أنزل إليهم من الله، وفي هذا رد على اليهود والنصارى الذين قالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا، وبيان لما أجمل من الرد عليهم في قوله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم سورة البقرة الآية 135 قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وليس المراد الأمر بعدم التفريق بينهم في الموت والحياة، فإن هذا لا يرشد إليه سياق الكلام، بل يرشد إلى ما ذكرنا، كما أن ذلك مما لم تدع إليه الرسل، فحمل الآية عليه تحريف لها عما سيقت له من المعنى، وعلى تقدير حمل قوله: سورة البقرة الآية 136 لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ على عمومه حتى يشمل عدم التفريق بينهم في جنس الموت والحياة - فدليل الواقع والنصوص يدل على التفاوت بينهم في كثير من صفات الموت والحياة وأنواعها وزمنها ومكانها وطول العمر وقصره إلى غير ذلك، فلتكن حياة عيسى وامتدادها طويلا ومكانها وموته بعد ذلك مما اختلف فيه عن إخوانه النبيين بدليل النصوص السابقةالآية الرابعة عشر قوله تعالى سورة البقرة الآية 134 تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 320)ج: القصد من هذه الآية بيان أن كل إنسان مجزي بعمله لا يتجاوزه إلى غيره ولا يسأل عنه سواه، كما في قوله تعالى: سورة الطور الآية 21 كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ وقوله سورة الأنعام الآية 164 وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى فعليه أن يسعى جهده في كسب الخير واجتناب الشر، وألا يتعلق على غيره فخرا به أو أملا في النجاة من العذاب يوم القيامة بقرابته منه أو صلته به وتعظيمه له في دنياه.وعيسى عليه السلام وإن دخل في عموم الأمة الماضية إلا أن الأدلة من الكتاب والسنة قد خصصته برفعه إلى السماء وإبقائه حيا ثم إنزاله آخر الزمان إلى آخر ما تقدم بيانه، ومن الأصول المعلومة في الشريعة الإسلامية أن النصوص الخاصة يقضى بها على النصوص العامة فتخصصها، والنصوص التي نحن بصددها من ذلك.الآية الخامسة عشرة: قوله تعالى: سورة النساء الآية 157 وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا سورة النساء الآية 158 بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًاالآية السادسة عشرة: قوله تعالى: سورة النساء الآية 159 وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 321)ج تقدم الكلام على هاتين الآيتين في الكلام على الآية الأولى والثانية والثالثة والرابعة وبالجملة فما يتعلق به القاديانيون من الآيات القرآنية لإثبات ما زعموا من أن عيسى عليه السلام قد مات ودفن 1- إما عمومات خصصتها أدلة أخرى من الآيات والأحاديث دلت على رفع عيسى عليه السلام حيا وبقائه كذلك حتى ينزل آخر الزمان ويحكم بشريعة القرآن، ووقف القاديانيون عند عموم الآيات بعد تخصيصها، وذلك باطل؛ لمخالفته للقواعد والأصول الإسلامية 2- وإما آيات مجملة فسرتها نصوص أخرى يجب المصير إليها، فوقف القاديانيون عند المجمل يتعللون به لباطلهم دون أن يرجعوا إلى المحكم الذي فسره؛ وهذا شأن من في قلوبهم زيغ ونفاق، الذين يتبعون ما تشابه من نصوص الكتاب والسنة ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله على ما يوافق هواهم 3- وإما كلمات اعتمدوا في تفسيرها على آثار لم تصح نسبتها إلى السلف، وقد تقدم بيان ذلك عند الكلام على الآية الثامنة سورة آل عمران الآية 55 إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 322) ففرح هؤلاء بهذه الآثار لموافقتها لهواهم وموهوا بها على الجهال ولم ينظروا إلى أسانيدها إما لجهلهم وإما تدليسا وخداعا وترويجا لباطلهم، وما ذلك إلا لزيفهم ورغبتهم في الفتنة، قال الله تعالى: سورة آل عمران الآية 7 هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ وروى البخاري وغيره عن عائشة رضي الله عنها قالت صحيح البخاري تفسير القرآن (4273),صحيح مسلم العلم (2665),سنن الترمذي تفسير القرآن (2994),سنن أبو داود السنة (4598),سنن ابن ماجه المقدمة (47),مسند أحمد بن حنبل (6/48),سنن الدارمي المقدمة (145). تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية سورة آل عمران الآية 7 هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ إلى قوله: سورة آل عمران الآية 7 أُولُو الْأَلْبَابِ قالت (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم وعلى هذا يتضح للسائل بأن يرجع فيما بقي من الآيات إلى ما مضى شرحه منها من جنسها والكلام فيها على نسق ما تقدموبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلماللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيسعبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 323)
{2}س: هناك فرقة في باكستان تعرف بالقاديانية لا تعترف بختم نبوة محمد -صلى الله عليه وسلم-، بل تعتقد بنبوة مرزا غلام أحمد قادياني وبناء على ذلك لقد أعلنت الحكومة الباكستانية بأن هذه الفرقة فرقة غير مسلمة، كما أصدرت أيضا المحكمة القضائية الشرعية بباكستان قرارا يقضي بإدانة هذه الفرقة بأنها غير مسلمة.فالسؤال: 1- هل يجوز الزواج بين فتاة قاديانية وشاب مسلم؟(الجزء رقم : 18، الصفحة رقم: 312)2 - إذا تم الزواج فماذا يكون وضعه القانوني في الشرع؟ 3- ما هو الوضع الشرعي للمولود من هذا الزواج؟ 4- الذين يعلمون إن فلانا من القاديانية ثم يحضرون في زواجه أو يكونون شهداء أو وكلاء في الزواج فما الحكم عليهم؟ج: أولا: لا يجوز أن يتزوج شاب مسلم فتاة تدين بالديانة القاديانية المعروفة؛ لكونها كافرة غير يهودية ولا نصرانية، للمقتضيات التي بني عليها الحكم بكفر القاديانيين ثانيا: إذا وقع ذلك وجب فسخ العقد عن طريق ولي الأمر العام المسلم أو نائبه. ثالثا: يلحق ولدهما من هذا الزواج بالأب إذا كان الزوج جاهلا بالحكم؛ لنشوئه عن نكاح فيه شبهة. رابعا: من علم أمرهما لا يجوز أن يحضر زواجهما، أو يكون وكيلا أو شاهدا فيه، بل يجب عليه إنكار ذلك، والإرشاد إلى الصواب؛ لقوله تعالى: سورة المائدة الآية 2 وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ(الجزء رقم : 18، الصفحة رقم: 313)وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاءعضو ... نائب الرئيس ... الرئيسعبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=35136
اللجنة الدائمة للبحوث و الافتاء
{1}س7: مع هذه المسألة نصوص يستدل بها القاديانيون على موت عيسى ودفنه أرجو بيان تلك النصوص للرد عليهم؟ الآية الأولى: قوله تعالى: سورة المائدة الآية 75 مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَام الآية(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 311)ج7 القصد من هذه الآية الرد على من قال سورة المائدة الآية 17 إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ومن قالوا: سورة المائدة الآية 73 إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ومن قال إنه ابن الله - ببيان أن عيسى المسيح عليه السلام ليس ربا ولا إلها يعبد، بل رسول كرمه الله بالرسالة، شأنه شأن الرسل الذين مضوا من قبله أجله محدود لكن لم تبين هذه الآية متى يموت، وقد بينت الأدلة الماضية من الكتاب والسنة أنه رفع حيا، وأنه سينزل حكما عدلا، ثم يموت بعد نزوله آخر الزمان وحكمه بين الناس، ثم ذكر تعالى أن عيسى وأمه عليهما السلام كان يأكلان الطعام فدل بذلك على أنهما ليسا إلهين مع الله لحاجتهما إلى ما يحفظ عليهما حياتهما من الطعام، والله تعالى فرد صمد له الغنى المطلق يحتاج إليه كل ما عداه ولا يحتاج هو إلى أحد سواه، يؤيد أن المراد بالآية هو ما ذكر سابقها ولاحقها من الآيات، فقد سبقها آية سورة المائدة الآية 17 لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وآية: سورة المائدة الآية 73 لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وقد ذكر بعدهما النهي عن الغلو في الدين وإنكار عبادة غير الله ولعن من فعل ذلك أو سكت عنه ولم ينكره، ويوضح ذلك أيضا قوله تعالى في سورة(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 312)الأنعام سورة الأنعام الآية 14 قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ الآية. الآية الثانية: قوله تعالى: سورة الفرقان الآية 20 وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ الآيةج القصد من الآية الرد على من كفر برسالة محمد صلى الله عليه وسلم لزعمه أن الرسول إنما يكون من الملائكة لا من البشر، فرد الله عليهم زعمهم ببيان أن سننه سبحانه في إرسال رسل إلى البشر أن يصطفيهم من البشر، وأنهم يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق شأنهم في ذلك شأن البشر، وليس في الآية تحديد لأجل عيسى عليه السلام، وقد بينت الآيات الأخرى والأحاديث رفعه حيا ثم نزوله وحكمه بعد نزوله آخر الزمان ثم موته كما تقدمالآية الثالثة قوله تعالى سورة الأنبياء الآية 8 وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَج: ليس في هذه الآية أي دلالة على موت عيسى عليه السلام حينما تآمر اليهود على قتله وصلبه، وإنما فيها الدلالة على أن الأنبياء والمرسلين ومنهم عيسى ليسوا أجسادا لا تأكل، بل(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 313)يأكلون كما يأكل الناس، وفيها الحكم بأنهم لا يخلدون في الدنيا، وأهل السنة يؤمنون بذلك، وأن عيسى كغيره من المرسلين يأتي عليه الموت كغيره إلا أن الكتاب والسنة دلا على أن ذلك بالنسبة له لا يكون إلا بعد نزوله من السماء حكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير، كما تقدم.الآية الرابعة: قوله تعالى: سورة الأحزاب الآية 62 وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ج هذه الجملة وإن كانت عامة إلا أنها خصصت بالآيات والمعجزات التي أجراها الله على أيدي رسله وكانت حجة لهم على أممهم في إثبات الرسالة؛ كانفلاق البحر لموسى اثني عشر طريقا يبسا بضربة عصا، وكإبراء عيسى الأكمه والأبرص وإحيائه الموتى بإذن الله إلى غير هذا مما هو كثير معلوم، فرفع عيسى حيا وإبقاؤه قرونا ونزوله بعد ذلك مما استثني من هذا العموم كغيره من خوارق العادات التي هي سنة الله مع رسله ولا غرابة في ذلكالآية الخامسة قوله تعالى سورة الزخرف الآية 59 إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَج: هذه الآية تثبت العبودية لعيسى عليه السلام، وأن الله(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 314)أنعم عليه بالرسالة وليس ربا ولا إلها، وأنه آية على كمال قدرة الله، ومثل أعلى في الخير يقتدى به ويهتدى بهديه، فهي شبيهة في مغزاها بالآية الأولى وليس فيها أي دلالة على تحديد لأجل عيسى عليه السلام، وإنما يؤخذ بيان ذلك وتحديده من نصوص أخرى، كما تقدم.الآية السادسة: قوله تعالى: سورة المائدة الآية 17 قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا الآية ج جاء في صدر الآية سورة المائدة الآية 17 لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ فكان قوله تعالى: سورة المائدة الآية 17 قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا الآية ردا على زعمهم أن عيسى عليه السلام هو الله ببيان أن عيسى وأمه عبدان ضعيفان كسائر خلق الله ولو شاء الله أن يهلكه وأمه ومن في الأرض جميعا من المخلوقات لفعل ولكنه لم يعمهم بالهلاك، بل أجرى فيهم سنته بالإهلاك في مواقيت محدودة اقتضتها حكمته سبحانه، وكان من حكمته أنه لم يهلك عيسى عليه السلام حينما تآمر عليه اليهود ولا بعد رفعه وإنما رفعه حيا وأبقاه حيا حتى ينزل ويحكم بين الناس بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم ثم يميته بعد ذلك، كما تقدم(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 315)الآية السابعة قوله تعالى سورة المؤمنون الآية 50 وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍج: حمل مريم بعيسى عليهما السلام بلا أب على خلاف السنة الكونية في غيرهما - من الآيات البينات الدالات على كمال قدرة الله سبحانه وقد آواهما الله إلى ربوة مكان مرتفع خصيب فيه استقرار وماء معين ظاهر تراه العيون، والمراد بذلك بيت المقدس من فلسطين رحمة من الله بهما ونعمة من الله عليهما، وكان ذلك في فلسطين لا في بلد من بلاد باكستان ، وكان ذلك قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأكثر من خمسمائة عام لا بعد هجرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأكثر من اثني عشر قرنا، فمن حمل الربوة على مكان بباكستان أو تأول ابن مريم على غلام أحمد فقد حرف الآية وافترى على الله كذبا وخرج عن واقع التاريخ. الآية الثامنة: قوله تعالى: سورة آل عمران الآية 55 إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا الآيةج استدلال القاديانيين بهذه الآية على موت عيسى عليه السلام فيما مضى مبني على تفسير التوفي بالإماتة، وهو مخالف(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 316)لما صح عن السلف من تفسيره بقبض الله رسوله عيسى عليه السلام من الأرض ورفعه إليه حيا وتخليصه بذلك من الذين كفروا جمعا بين نصوص الكتاب والسنة الصحيحة الدالة على رفعه حيا وعلى نزوله آخر الزمان وعلى إيمان أهل الكتاب جميعا وغيرهم به حين نزوله، أما ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما من تفسير التوفي هنا بالإماتة فلم يصح سنده لانقطاعه، إذ هو من رواية علي بن أبي طلحة عنه وعلي لم يسمع منه ولم يره ولم يصح أيضا ما روي عن وهب بن منبه اليماني من تفسير التوفي بالإماتة؛ لأنه من رواية محمد بن إسحاق عمن لم يسمهم عن وهب بن منبه ، وابن إسحاق مدلس وفيه مجهول، ثم هذا التفسير لا يزيد عن كونه احتمالا في معنى التوفي فإنه قد فسر بمعان، ففسر بأن الله قد قبضه من الأرض بدنا وروحا ورفعه إليه حيا، وفسر بأنه أنامه ثم رفعه، وبأنه يميته بعد رفعه ونزوله آخر الزمان، إذ الواو لا تقتضي الترتيب وإنما تقتضي جمع الأمرين له فقط، وإذا اختلفت الأقوال في معنى الآية وجب المصير إلى القول الذي يوافق ظواهر الأدلة الأخرى، جمعا بين الأدلة، وردا للمتشابه منها إلى المحكم، كما هو شأن الراسخين في العلم دون أهل الزيغ الذين يتبعون ما تشابه من التنزيل ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وقانا الله شرهم(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 317) الآية التاسعة قوله تعالى سورة المائدة الآية 117 وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ الآية.ج: الاستدلال بالآية على موت عيسى عليه السلام قبل رفعه إلى السماء أو بعد رفعه وقبل نزوله آخر الزمان مبني على تفسير التوفي بالإماتة كما سبق في الكلام على الآية الثامنة، وقد تقدم أن هذا التفسير غير صحيح، وأنه على خلاف ما فسره به السلف جمعا بين نصوص الأدلة من الكتاب والسنة الصحيحة.الآية العاشرة : قوله تعالى: سورة مريم الآية 31 وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًًّّاج هذه الكلمة مما حكاه الله سبحانه في القرآن من كلام عيسى عليه السلام في المهد وفيها أنه سبحانه أمره بالصلاة والزكاة ما دام حيا وليس فيها تحديد لحياته ولا بيان لوقت مماته، وقد بينت ذلك الأدلة التي تقدم ذكرها، فيجب حمل المجمل على المفصل من النصوص، وألا يضرب بعضها ببعض ولا يوقف منها عند المتشابه، فإن جميع ذلك من عند الله يبين بعضه بعضا ويصدق بعضه بعضاالآية الحادية عشرة قوله تعالى سورة مريم الآية 33 وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 318)ج: هذه كالتي قبلها فيها إثبات السلام والأمن له من الله في كل أحواله وليس فيها تحديد لمدة حياته ولا لوقت موته، فيجب الرجوع إلى النصوص الأخرى التي تبين ذلك، كما تقدم بيانه.الآية الثانية عشرة: قوله تعالى: سورة النحل الآية 20 وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ سورة النحل الآية 21 أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ الآية. ج: هذه الآية سيقت للرد على من عبد غير الله من الملائكة وعزير وعيسى واللات والعزى ومناة ولبيان أنهم لا يخلقون شيئا ما ولو ذبابا، بل هم مخلوقون مربوبون أموات غير أحياء، ولكن الأدلة الأخرى دلت على بقاء عيسى عليه السلام حيا حتى ينزل ويحكم بين الناس بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم ثم يموت.الآية الثالثة عشرة: قوله تعالى: سورة البقرة الآية 136 قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَج هذه الآية أمر الله فيها بالإيمان بجميع الأنبياء وما أنزل إليهم من ربهم، وبين أنه سبحانه لا يفرق بينهم في وجوب الإيمان بهم وبما أنزل إليهم من الله، وفي هذا رد على اليهود والنصارى الذين قالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا، وبيان لما أجمل من الرد عليهم في قوله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم سورة البقرة الآية 135 قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وليس المراد الأمر بعدم التفريق بينهم في الموت والحياة، فإن هذا لا يرشد إليه سياق الكلام، بل يرشد إلى ما ذكرنا، كما أن ذلك مما لم تدع إليه الرسل، فحمل الآية عليه تحريف لها عما سيقت له من المعنى، وعلى تقدير حمل قوله: سورة البقرة الآية 136 لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ على عمومه حتى يشمل عدم التفريق بينهم في جنس الموت والحياة - فدليل الواقع والنصوص يدل على التفاوت بينهم في كثير من صفات الموت والحياة وأنواعها وزمنها ومكانها وطول العمر وقصره إلى غير ذلك، فلتكن حياة عيسى وامتدادها طويلا ومكانها وموته بعد ذلك مما اختلف فيه عن إخوانه النبيين بدليل النصوص السابقةالآية الرابعة عشر قوله تعالى سورة البقرة الآية 134 تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 320)ج: القصد من هذه الآية بيان أن كل إنسان مجزي بعمله لا يتجاوزه إلى غيره ولا يسأل عنه سواه، كما في قوله تعالى: سورة الطور الآية 21 كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ وقوله سورة الأنعام الآية 164 وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى فعليه أن يسعى جهده في كسب الخير واجتناب الشر، وألا يتعلق على غيره فخرا به أو أملا في النجاة من العذاب يوم القيامة بقرابته منه أو صلته به وتعظيمه له في دنياه.وعيسى عليه السلام وإن دخل في عموم الأمة الماضية إلا أن الأدلة من الكتاب والسنة قد خصصته برفعه إلى السماء وإبقائه حيا ثم إنزاله آخر الزمان إلى آخر ما تقدم بيانه، ومن الأصول المعلومة في الشريعة الإسلامية أن النصوص الخاصة يقضى بها على النصوص العامة فتخصصها، والنصوص التي نحن بصددها من ذلك.الآية الخامسة عشرة: قوله تعالى: سورة النساء الآية 157 وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا سورة النساء الآية 158 بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًاالآية السادسة عشرة: قوله تعالى: سورة النساء الآية 159 وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 321)ج تقدم الكلام على هاتين الآيتين في الكلام على الآية الأولى والثانية والثالثة والرابعة وبالجملة فما يتعلق به القاديانيون من الآيات القرآنية لإثبات ما زعموا من أن عيسى عليه السلام قد مات ودفن 1- إما عمومات خصصتها أدلة أخرى من الآيات والأحاديث دلت على رفع عيسى عليه السلام حيا وبقائه كذلك حتى ينزل آخر الزمان ويحكم بشريعة القرآن، ووقف القاديانيون عند عموم الآيات بعد تخصيصها، وذلك باطل؛ لمخالفته للقواعد والأصول الإسلامية 2- وإما آيات مجملة فسرتها نصوص أخرى يجب المصير إليها، فوقف القاديانيون عند المجمل يتعللون به لباطلهم دون أن يرجعوا إلى المحكم الذي فسره؛ وهذا شأن من في قلوبهم زيغ ونفاق، الذين يتبعون ما تشابه من نصوص الكتاب والسنة ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله على ما يوافق هواهم 3- وإما كلمات اعتمدوا في تفسيرها على آثار لم تصح نسبتها إلى السلف، وقد تقدم بيان ذلك عند الكلام على الآية الثامنة سورة آل عمران الآية 55 إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 322) ففرح هؤلاء بهذه الآثار لموافقتها لهواهم وموهوا بها على الجهال ولم ينظروا إلى أسانيدها إما لجهلهم وإما تدليسا وخداعا وترويجا لباطلهم، وما ذلك إلا لزيفهم ورغبتهم في الفتنة، قال الله تعالى: سورة آل عمران الآية 7 هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ وروى البخاري وغيره عن عائشة رضي الله عنها قالت صحيح البخاري تفسير القرآن (4273),صحيح مسلم العلم (2665),سنن الترمذي تفسير القرآن (2994),سنن أبو داود السنة (4598),سنن ابن ماجه المقدمة (47),مسند أحمد بن حنبل (6/48),سنن الدارمي المقدمة (145). تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية سورة آل عمران الآية 7 هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ إلى قوله: سورة آل عمران الآية 7 أُولُو الْأَلْبَابِ قالت (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم وعلى هذا يتضح للسائل بأن يرجع فيما بقي من الآيات إلى ما مضى شرحه منها من جنسها والكلام فيها على نسق ما تقدموبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلماللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيسعبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 323)
{2}س: هناك فرقة في باكستان تعرف بالقاديانية لا تعترف بختم نبوة محمد -صلى الله عليه وسلم-، بل تعتقد بنبوة مرزا غلام أحمد قادياني وبناء على ذلك لقد أعلنت الحكومة الباكستانية بأن هذه الفرقة فرقة غير مسلمة، كما أصدرت أيضا المحكمة القضائية الشرعية بباكستان قرارا يقضي بإدانة هذه الفرقة بأنها غير مسلمة.فالسؤال: 1- هل يجوز الزواج بين فتاة قاديانية وشاب مسلم؟(الجزء رقم : 18، الصفحة رقم: 312)2 - إذا تم الزواج فماذا يكون وضعه القانوني في الشرع؟ 3- ما هو الوضع الشرعي للمولود من هذا الزواج؟ 4- الذين يعلمون إن فلانا من القاديانية ثم يحضرون في زواجه أو يكونون شهداء أو وكلاء في الزواج فما الحكم عليهم؟ج: أولا: لا يجوز أن يتزوج شاب مسلم فتاة تدين بالديانة القاديانية المعروفة؛ لكونها كافرة غير يهودية ولا نصرانية، للمقتضيات التي بني عليها الحكم بكفر القاديانيين ثانيا: إذا وقع ذلك وجب فسخ العقد عن طريق ولي الأمر العام المسلم أو نائبه. ثالثا: يلحق ولدهما من هذا الزواج بالأب إذا كان الزوج جاهلا بالحكم؛ لنشوئه عن نكاح فيه شبهة. رابعا: من علم أمرهما لا يجوز أن يحضر زواجهما، أو يكون وكيلا أو شاهدا فيه، بل يجب عليه إنكار ذلك، والإرشاد إلى الصواب؛ لقوله تعالى: سورة المائدة الآية 2 وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ(الجزء رقم : 18، الصفحة رقم: 313)وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاءعضو ... نائب الرئيس ... الرئيسعبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=35136
رد: فتاوى علماء أهل الحديث في القادينية
فتوى الإمام ابن باز رحمه الله في القادياني غلام أحمد برويز
تعقيب
من الإمام الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
على
ما نشر في مجلة الحج " التضامن الإسلامي"
حول
عقيدة غلام أحمد برويز
نشر في الصحف عام 1382 هـ
عندما
كان سماحته نائبا لرئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
[] [] []
حكم الشريعة في غلام أحمد برويز
############
الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وأصحابه ومن والاه
أما بعد
فقد اطلعت على ما نشرته ( مجلة الحج ) في عددها الثاني الصادر في 16 شعبان عام 1382 هـ
من الاستفتاء المقدم إليها
من
أخينا العلامة الشيخ محمد يوسف البنوري مدير المدرسة العربية الإسلامية بكراتشي
عن
حكم الشريعة الإسلامية في غلام أحمد برويز
الذي ظهر أخيرا في بلاد الهند وعن حكم معتقداته التي قدم فضيلة المستفتي نماذج منها لاستفتائه
وعن حكم من اعتنق تلك العقائد واعتقدها ودعا إليها؟ إلخ
والجواب
كل من تأمل تلك النماذج التي ذكرها المستفتي في استفتائه من عقائد غلام أحمد برويز
وهي عشرون أنموذجا موضحة في الاستفتاء المنشور في المجلة المذكورة
كل من تأمل هذه النماذج المشار إليها من ذوي العلم والبصيرة
يعلم علما قطعيا
لا يحتمل الشك بوجه ما
أن معتنقها ومعتقدها والداعي إليها كافر كفرا أكبر مرتد عن الإسلام يجب أن يستتاب
فإن تاب توبة ظاهرة وكذب نفسه تكذيبا ظاهرا ينشر في الصحف المحلية كما نشر فيها الباطل من تلك العقائد الزائفة
وإلا وجب على ولي الأمر للمسلمين قتله
وهذا شيء معلوم من دين الإسلام بالضرورة
والأدلة عليه من الكتاب والسنة وإجماع أهل العلم كثيرة جدا
لا يمكن استقصاؤها في هذا الجواب
وكل أنموذج من تلك النماذج التي قدمها المستفتي من عقائد [غلام أحمد برويز] يوجب كفره وردته عن الإسلام عند علماء الشريعة الإسلامية وإلى القارئ الكريم نبذة من تلك النماذج التي أشرنا إليها ليعلم مدى بشاعتها وشناعتها وبعدها عن الإسلام
وأن معتقدها لا يؤمن بالله واليوم الآخر ولا يؤمن بالرسول صلى الله عليه وسلم ولا بما أخبر الله به عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم عن الآخرة والجنة والنار وليعلم أيضا أن معتقدها بعيد كل البعد عما جاءت به الرسل شديد العداوة والحقد والكيد للإسلام والمسلمين بارع في المكر والتلبيس متجرد من الحياء والأدب نسأل الله تعالى العافية والسلامة لنا وللمسلمين من شر ما ابتلي به هذا الزنديق الملحد النموذج الأول من عقائد الملحد [غلام أحمد برويز] على ما نشرته المجلة المذكورة في الاستفتاء المنوه عنه آنفا يقول ( إن جميع ما ورد في القرآن الكريم من الصدقات والتوريث وما إلى ذلك من الأحكام المالية كل ذلك مؤقت تدريجي إنما يتدرج به إلى دور مستقل يسميه هو نظام الربوبية فإذا جاء ذلك الوقت تنتهي هذه الأحكام؛ لأنها كانت مؤقتة غير مستقلة ) النموذج الثاني ( أن الرسول والذين معه قد استنبطوا من القرآن أحكاما فكانت شريعة وهكذا كل من جاء بعده من أعضاء شورائية لحكومة مركزية لهم أن يستنبطوا أحكاما من القرآن فتكون تلك الأحكام شريعة ذلك العصر وليسوا مكلفين بتلك الشريعة السابقة ثم لا تختص تلك بباب واحد بل العبادات والمعاملات والأخلاق كلها يجري فيه ذلك ومن أجل ذلك القرآن لم يعين تفصيلات العبادة ) النموذج الثالث قوله تعالى أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ أن المراد من إطاعة الله ورسوله هو إطاعة مركز الأمة أي الحكومة المركزية والمراد بأولي الأمر الجمعيات التي تنعقد تحتها فالحكومة المركزية تستقل بالتشريع وليس المراد بإطاعة الله إطاعة كتابه القرآن ولا بإطاعة الرسول إطاعة أحاديثه فكل حكومة مركزية قامت بعد عهد الرسالة منصبها منصب الرسول فإطاعة الله والرسول إنما هي إطاعة تلك الحكومة والرسول كان مطاعا من جهة أنه كان أميرا وإماما للحكومة المركزية والحكومة المركزية هي المطاعة ) النموذج الرابع ( قد صرح القرآن الكريم بأنه لا يستحق الرسول أن يكون مطاعا وليس له أن يأمرهم بطاعته وليس المراد من إطاعة الله وإطاعة الرسول إلا إطاعة مركز نظام الدين الذي ينفذ أحكام القرآن فقط ) النموذج السادس ( ليس المراد بالجنة والنار أمكنة خاصة بل هي كيفيات للإنسان ) النموذج التاسع عشر ( الإيمان بالقدر خيره وشره مكيدة مجوسية جعلتها عقيدة للمسلمين فهذه أيها القارئ الكريم نماذج نقلتها لك من الاستفتاء المنشور في المجلة حسب ترتيبها فيها لتعلم صحة ما ذكرته لك آنفا وإذا قرأت بقية النماذج التي في المجلة علمت من كفره وشناعة آرائه ما يؤيد ذلك ويرشدك إلى كثير من آيات الله الساطعة وبراهينه القاطعة على حكمته في عباده وقدرته العظيمة على تقليب القلوب والقضاء عليها بالزيغ حتى تصل إلى حد لا يكاد يتصوره العقل البشري فسبحان الله ما أعظم شأنه وما أكمل قدرته كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ وهذه النماذج التي نقلنا يدل على بطلانها وعلى بطلان بقية النماذج الأخرى آيات كثيرات وأحاديث صحيحة وإجماع أهل العلم فمن الآيات قوله سبحانه وتعالى قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ * فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وهذا الملحد لم يؤمن بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم وما أنزل على الرسل قبله بل أنكر ذلك غاية الإنكار كما يدل على ذلك إنكاره طاعة الله ورسوله وتأييد شريعته وإنكاره الجنة والنار وإنكار القدر فيكون بذلك غير مهتد بل هو من أهل الشقاق والكفر والإلحاد وقال تعالى إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ وهذا الملحد لا يدين بذلك ويرى أن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم مقيدة بحياته وأنه لم يطع لكونه رسول الله وإنما أطيع لكونه أمير الحكومة المركزية . وهذا الملحد أيضا لا يرى طاعة الله ولا يلتزم بها وإنما الطاعة عنده للحكومة المركزية كيفما كانت . وهذا صريح في تكذيب الله وتكذيب كتابه وصريح في إنكار الإسلام وإنكار أن يكون هو الدين الذي يجب التزامه ، وإنما الدين عنده ما شرعته الحكومة المركزية وأمرت به وإن خالف القرآن والسنة ، وقال تعالى : وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ وهذا الملحد كما سبق لا يدين بهذه الآية فيكون مكذبا لله ومعترضا على الله فيكون في الآخرة من الخاسرين والخاسر في الآخرة الخسارة المطلقة هو الكافر المستوجب للخلود في النار نعوذ بالله من ذلك وقال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا وقال تعالى إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ أَمَرَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وقال عز وجل : وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ وهذا الزائغ الملحد لا يدين بهذه الآيات ولا يوجب طاعة الله ورسوله ولا التحاكم إليهما كما سبق ، بل يرى كل ذلك للحكومة المركزية ، وهذا كله كاف في تكفيره وشناعة عقيدته وتكذيبه لله ولكتابه ولرسوله وللمسلمين ومن كان بهذه المثابة فكفره وزيغه وبعده عن الهدى لا يحتاج إلى إقامة الأدلة لكونه أظهر وأبين من الشمس في رابعة النهار في اليوم الصحو ، والآيات في معنى ما ذكرته كثيرة . وأما الأحاديث فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين وغيرهما أنه قال : " وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة " وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى " قيل يا رسول الله ومن يأبى؟ قال " من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى " رواه البخاري . وفي القرآن الكريم يقول الله سبحانه : قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ويقول : مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وهذا الملحد لا يؤمن ببعثته ولا بوجوب طاعته ولا يراه رسولا إلى الناس عامة وإنما يطاع عند هذا الزنديق في حياته فقط لكونه أمير الحكومة المركزية لا لكونه رسول الله فسبحان الله ما أشنع هذا القول وما أبعده عن الهدى وقد أجمع المسلمون إجماعا قطعيا معلوما من الدين بالضرورة ومنقولا في كتب أهل العلم التي تحكي الإجماع والخلاف على أن من كذب الله سبحانه أو كذب رسوله صلى الله عليه وسلم ولو في شيء يسير أو أجاز الخروج عن دينه أو قال إن محمدا صلى الله عليه وسلم رسول إلى العرب خاصة أو إلى أهل زمانه خاصة فهو كافر مرتد عن الإسلام يباح دمه وماله ليس في ذلك بين أهل العلم بحمد الله خلاف فلا حاجة إلى التطويل بنقل إجماعهم من مصادره وأرجو أن يكون فيما ذكرته كفاية للقارئ والمستفتي؛ لأن كفر هذا الملحد [غلام أحمد برويز] على حسب ما ذكر من آرائه ومعتقداته يعلم بالبداهة لعامة المسلمين فضلا عن علمائهم فلا ضرورة إلى بسط الأدلة عليه ونسأل الله أن يعافي المسلمين من شره وأمثاله وأن يكبت أعداء الإسلام أينما كانوا ويبطل كيدهم ويميتهم بغيظهم لم يدركوا ما أرادوا إنه على كل شيء قدير وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله سيدنا وإمامنا محمد بن عبد الله المبعوث إلى الناس عامة بالشريعة الكاملة إلى يوم القيامة وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين والحمد لله رب العالمين
تعقيب
من الإمام الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
على
ما نشر في مجلة الحج " التضامن الإسلامي"
حول
عقيدة غلام أحمد برويز
نشر في الصحف عام 1382 هـ
عندما
كان سماحته نائبا لرئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
[] [] []
حكم الشريعة في غلام أحمد برويز
############
الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وأصحابه ومن والاه
أما بعد
فقد اطلعت على ما نشرته ( مجلة الحج ) في عددها الثاني الصادر في 16 شعبان عام 1382 هـ
من الاستفتاء المقدم إليها
من
أخينا العلامة الشيخ محمد يوسف البنوري مدير المدرسة العربية الإسلامية بكراتشي
عن
حكم الشريعة الإسلامية في غلام أحمد برويز
الذي ظهر أخيرا في بلاد الهند وعن حكم معتقداته التي قدم فضيلة المستفتي نماذج منها لاستفتائه
وعن حكم من اعتنق تلك العقائد واعتقدها ودعا إليها؟ إلخ
والجواب
كل من تأمل تلك النماذج التي ذكرها المستفتي في استفتائه من عقائد غلام أحمد برويز
وهي عشرون أنموذجا موضحة في الاستفتاء المنشور في المجلة المذكورة
كل من تأمل هذه النماذج المشار إليها من ذوي العلم والبصيرة
يعلم علما قطعيا
لا يحتمل الشك بوجه ما
أن معتنقها ومعتقدها والداعي إليها كافر كفرا أكبر مرتد عن الإسلام يجب أن يستتاب
فإن تاب توبة ظاهرة وكذب نفسه تكذيبا ظاهرا ينشر في الصحف المحلية كما نشر فيها الباطل من تلك العقائد الزائفة
وإلا وجب على ولي الأمر للمسلمين قتله
وهذا شيء معلوم من دين الإسلام بالضرورة
والأدلة عليه من الكتاب والسنة وإجماع أهل العلم كثيرة جدا
لا يمكن استقصاؤها في هذا الجواب
وكل أنموذج من تلك النماذج التي قدمها المستفتي من عقائد [غلام أحمد برويز] يوجب كفره وردته عن الإسلام عند علماء الشريعة الإسلامية وإلى القارئ الكريم نبذة من تلك النماذج التي أشرنا إليها ليعلم مدى بشاعتها وشناعتها وبعدها عن الإسلام
وأن معتقدها لا يؤمن بالله واليوم الآخر ولا يؤمن بالرسول صلى الله عليه وسلم ولا بما أخبر الله به عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم عن الآخرة والجنة والنار وليعلم أيضا أن معتقدها بعيد كل البعد عما جاءت به الرسل شديد العداوة والحقد والكيد للإسلام والمسلمين بارع في المكر والتلبيس متجرد من الحياء والأدب نسأل الله تعالى العافية والسلامة لنا وللمسلمين من شر ما ابتلي به هذا الزنديق الملحد النموذج الأول من عقائد الملحد [غلام أحمد برويز] على ما نشرته المجلة المذكورة في الاستفتاء المنوه عنه آنفا يقول ( إن جميع ما ورد في القرآن الكريم من الصدقات والتوريث وما إلى ذلك من الأحكام المالية كل ذلك مؤقت تدريجي إنما يتدرج به إلى دور مستقل يسميه هو نظام الربوبية فإذا جاء ذلك الوقت تنتهي هذه الأحكام؛ لأنها كانت مؤقتة غير مستقلة ) النموذج الثاني ( أن الرسول والذين معه قد استنبطوا من القرآن أحكاما فكانت شريعة وهكذا كل من جاء بعده من أعضاء شورائية لحكومة مركزية لهم أن يستنبطوا أحكاما من القرآن فتكون تلك الأحكام شريعة ذلك العصر وليسوا مكلفين بتلك الشريعة السابقة ثم لا تختص تلك بباب واحد بل العبادات والمعاملات والأخلاق كلها يجري فيه ذلك ومن أجل ذلك القرآن لم يعين تفصيلات العبادة ) النموذج الثالث قوله تعالى أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ أن المراد من إطاعة الله ورسوله هو إطاعة مركز الأمة أي الحكومة المركزية والمراد بأولي الأمر الجمعيات التي تنعقد تحتها فالحكومة المركزية تستقل بالتشريع وليس المراد بإطاعة الله إطاعة كتابه القرآن ولا بإطاعة الرسول إطاعة أحاديثه فكل حكومة مركزية قامت بعد عهد الرسالة منصبها منصب الرسول فإطاعة الله والرسول إنما هي إطاعة تلك الحكومة والرسول كان مطاعا من جهة أنه كان أميرا وإماما للحكومة المركزية والحكومة المركزية هي المطاعة ) النموذج الرابع ( قد صرح القرآن الكريم بأنه لا يستحق الرسول أن يكون مطاعا وليس له أن يأمرهم بطاعته وليس المراد من إطاعة الله وإطاعة الرسول إلا إطاعة مركز نظام الدين الذي ينفذ أحكام القرآن فقط ) النموذج السادس ( ليس المراد بالجنة والنار أمكنة خاصة بل هي كيفيات للإنسان ) النموذج التاسع عشر ( الإيمان بالقدر خيره وشره مكيدة مجوسية جعلتها عقيدة للمسلمين فهذه أيها القارئ الكريم نماذج نقلتها لك من الاستفتاء المنشور في المجلة حسب ترتيبها فيها لتعلم صحة ما ذكرته لك آنفا وإذا قرأت بقية النماذج التي في المجلة علمت من كفره وشناعة آرائه ما يؤيد ذلك ويرشدك إلى كثير من آيات الله الساطعة وبراهينه القاطعة على حكمته في عباده وقدرته العظيمة على تقليب القلوب والقضاء عليها بالزيغ حتى تصل إلى حد لا يكاد يتصوره العقل البشري فسبحان الله ما أعظم شأنه وما أكمل قدرته كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ وهذه النماذج التي نقلنا يدل على بطلانها وعلى بطلان بقية النماذج الأخرى آيات كثيرات وأحاديث صحيحة وإجماع أهل العلم فمن الآيات قوله سبحانه وتعالى قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ * فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وهذا الملحد لم يؤمن بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم وما أنزل على الرسل قبله بل أنكر ذلك غاية الإنكار كما يدل على ذلك إنكاره طاعة الله ورسوله وتأييد شريعته وإنكاره الجنة والنار وإنكار القدر فيكون بذلك غير مهتد بل هو من أهل الشقاق والكفر والإلحاد وقال تعالى إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ وهذا الملحد لا يدين بذلك ويرى أن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم مقيدة بحياته وأنه لم يطع لكونه رسول الله وإنما أطيع لكونه أمير الحكومة المركزية . وهذا الملحد أيضا لا يرى طاعة الله ولا يلتزم بها وإنما الطاعة عنده للحكومة المركزية كيفما كانت . وهذا صريح في تكذيب الله وتكذيب كتابه وصريح في إنكار الإسلام وإنكار أن يكون هو الدين الذي يجب التزامه ، وإنما الدين عنده ما شرعته الحكومة المركزية وأمرت به وإن خالف القرآن والسنة ، وقال تعالى : وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ وهذا الملحد كما سبق لا يدين بهذه الآية فيكون مكذبا لله ومعترضا على الله فيكون في الآخرة من الخاسرين والخاسر في الآخرة الخسارة المطلقة هو الكافر المستوجب للخلود في النار نعوذ بالله من ذلك وقال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا وقال تعالى إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ أَمَرَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وقال عز وجل : وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ وهذا الزائغ الملحد لا يدين بهذه الآيات ولا يوجب طاعة الله ورسوله ولا التحاكم إليهما كما سبق ، بل يرى كل ذلك للحكومة المركزية ، وهذا كله كاف في تكفيره وشناعة عقيدته وتكذيبه لله ولكتابه ولرسوله وللمسلمين ومن كان بهذه المثابة فكفره وزيغه وبعده عن الهدى لا يحتاج إلى إقامة الأدلة لكونه أظهر وأبين من الشمس في رابعة النهار في اليوم الصحو ، والآيات في معنى ما ذكرته كثيرة . وأما الأحاديث فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين وغيرهما أنه قال : " وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة " وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى " قيل يا رسول الله ومن يأبى؟ قال " من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى " رواه البخاري . وفي القرآن الكريم يقول الله سبحانه : قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ويقول : مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وهذا الملحد لا يؤمن ببعثته ولا بوجوب طاعته ولا يراه رسولا إلى الناس عامة وإنما يطاع عند هذا الزنديق في حياته فقط لكونه أمير الحكومة المركزية لا لكونه رسول الله فسبحان الله ما أشنع هذا القول وما أبعده عن الهدى وقد أجمع المسلمون إجماعا قطعيا معلوما من الدين بالضرورة ومنقولا في كتب أهل العلم التي تحكي الإجماع والخلاف على أن من كذب الله سبحانه أو كذب رسوله صلى الله عليه وسلم ولو في شيء يسير أو أجاز الخروج عن دينه أو قال إن محمدا صلى الله عليه وسلم رسول إلى العرب خاصة أو إلى أهل زمانه خاصة فهو كافر مرتد عن الإسلام يباح دمه وماله ليس في ذلك بين أهل العلم بحمد الله خلاف فلا حاجة إلى التطويل بنقل إجماعهم من مصادره وأرجو أن يكون فيما ذكرته كفاية للقارئ والمستفتي؛ لأن كفر هذا الملحد [غلام أحمد برويز] على حسب ما ذكر من آرائه ومعتقداته يعلم بالبداهة لعامة المسلمين فضلا عن علمائهم فلا ضرورة إلى بسط الأدلة عليه ونسأل الله أن يعافي المسلمين من شره وأمثاله وأن يكبت أعداء الإسلام أينما كانوا ويبطل كيدهم ويميتهم بغيظهم لم يدركوا ما أرادوا إنه على كل شيء قدير وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله سيدنا وإمامنا محمد بن عبد الله المبعوث إلى الناس عامة بالشريعة الكاملة إلى يوم القيامة وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين والحمد لله رب العالمين
رد: فتاوى علماء أهل الحديث في القادينية
التعريف بالفرقة الأحمدية
وأبرز معتقداتها
بقلم
الشيخ الجزائري
أبو عبد المعز محمد علي فركوس
السـؤال
:
ما هي الجماعة الأحمدية؟
وما هي أبرز مخالفاتها ومعتقداتها؟
وبارك الله فيكم.
الجـواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين،
والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:فالأحمدية فِرقةٌ ضالَّةٌ تنسب إلى مِرْزَا غُلام أحمد القَادْيَانِي البنجابي الهندي الهالك سنة 1908م، تقوم دعوتها على عقائد باطلة تخالف عقيدة المسلمين، منها: اعتقادهم في أنّ النبوَّةَ لم تختم بمحمّد صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بل هي باقية بحسب حاجة الأُمَّة، ويعتقدون أنّ جبريل عليه السلام كان يوحي إلى غلام أحمد، وأنَّ نبوته أرقى وأفضل من الأنبياء جميعًا، ولهم كتاب مُنَزَّل -في زعمهم- يحمل اسم «الكتاب المبين» هو غير القرآن الكريم، فلا قرآن –عندهم- إلاّ الذي قدّمه أحمد القادياني الذي يعتبرونه بأنه المسيح الموعود، ولا يعملون بحديث إلاّ على ضوء توجيهاته، إذ لا نبي إلاّ تحت سيادة غلام أحمد القادياني.فالفرقة الأحمدية على الرغم من ادعائها الإسلام ظاهرًا فإنّ تأثّرهم بالمسيحية واليهودية والحركات الباطنية لا تخفى على متبصِّر بسلوكهم وعقائدهم، لذلك أجمع علماء الأمة من أهل السُّنة على كفرهم، وقد صدر من الحكومة الباكستانية بأنها فرقة خارجة عن الإسلام، والحكمُ نفسُه صدر من رابطة العالم الإسلامي بمكة، وعن قرار من مجلس هيئة كبار العلماء باعتبار القاديانيِّين فرقة كافرة.ومن موجبات تكفيرهم:- إنكارهم ختم نبوة محمّد صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -كما تقدّم- وادعاؤهم لنبوة غلام أحمد، وتفسيرهم للقرآن والسنة بتفسيرات باطنية، وإلغاؤهم الحج إلى «مكة» وتحويل المناسك إلى «قاديان»، حيث يعتقدون أنّ «قاديان» أفضل من مكة والمدينة، وأرضها حرم، وهي قبلتهم وإليها حجّهم، وإيمانهم بعقيدة التناسخ والحلول، ونسبتهم الولد إلى الله تعالى، ومن عقيدتهم -أيضًا- تكفيرهم لكل المسلمين إلاّ من دخل في القاديانية، ونسخهم لفريضة الجهاد خدمة للاستعمار، فضلاً عن استحلالهم للمسكرات والأفيون والمخدّرات ونحوها.هذا، وللقاديانيين نشاط موسع، لهم مهندسون وأطباء ودعاة متفرغون للدعوة إلى ضلالهم، ولهم قناة فضائية باسم «التلفزيون الإسلامي» يلاحظ لهم نشاط مكثّف في إفريقيا والدول الغربية بتدعيم الجهات الاستعمارية. لذلك ينبغي تحذير المسلمين من عقيدتهم ونشاطهم لما يحملونه من ضلالات وأفكار منحرفة وعقائد فاسدة حتى لا يغتر بهم المسلمون.والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
أبو عبد المعز محمد علي فركوسالجزائر في: 7 رجب 1428ﻫالموافق ﻟ: 21 جويلية 2007م
وأبرز معتقداتها
بقلم
الشيخ الجزائري
أبو عبد المعز محمد علي فركوس
السـؤال
:
ما هي الجماعة الأحمدية؟
وما هي أبرز مخالفاتها ومعتقداتها؟
وبارك الله فيكم.
الجـواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين،
والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:فالأحمدية فِرقةٌ ضالَّةٌ تنسب إلى مِرْزَا غُلام أحمد القَادْيَانِي البنجابي الهندي الهالك سنة 1908م، تقوم دعوتها على عقائد باطلة تخالف عقيدة المسلمين، منها: اعتقادهم في أنّ النبوَّةَ لم تختم بمحمّد صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بل هي باقية بحسب حاجة الأُمَّة، ويعتقدون أنّ جبريل عليه السلام كان يوحي إلى غلام أحمد، وأنَّ نبوته أرقى وأفضل من الأنبياء جميعًا، ولهم كتاب مُنَزَّل -في زعمهم- يحمل اسم «الكتاب المبين» هو غير القرآن الكريم، فلا قرآن –عندهم- إلاّ الذي قدّمه أحمد القادياني الذي يعتبرونه بأنه المسيح الموعود، ولا يعملون بحديث إلاّ على ضوء توجيهاته، إذ لا نبي إلاّ تحت سيادة غلام أحمد القادياني.فالفرقة الأحمدية على الرغم من ادعائها الإسلام ظاهرًا فإنّ تأثّرهم بالمسيحية واليهودية والحركات الباطنية لا تخفى على متبصِّر بسلوكهم وعقائدهم، لذلك أجمع علماء الأمة من أهل السُّنة على كفرهم، وقد صدر من الحكومة الباكستانية بأنها فرقة خارجة عن الإسلام، والحكمُ نفسُه صدر من رابطة العالم الإسلامي بمكة، وعن قرار من مجلس هيئة كبار العلماء باعتبار القاديانيِّين فرقة كافرة.ومن موجبات تكفيرهم:- إنكارهم ختم نبوة محمّد صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -كما تقدّم- وادعاؤهم لنبوة غلام أحمد، وتفسيرهم للقرآن والسنة بتفسيرات باطنية، وإلغاؤهم الحج إلى «مكة» وتحويل المناسك إلى «قاديان»، حيث يعتقدون أنّ «قاديان» أفضل من مكة والمدينة، وأرضها حرم، وهي قبلتهم وإليها حجّهم، وإيمانهم بعقيدة التناسخ والحلول، ونسبتهم الولد إلى الله تعالى، ومن عقيدتهم -أيضًا- تكفيرهم لكل المسلمين إلاّ من دخل في القاديانية، ونسخهم لفريضة الجهاد خدمة للاستعمار، فضلاً عن استحلالهم للمسكرات والأفيون والمخدّرات ونحوها.هذا، وللقاديانيين نشاط موسع، لهم مهندسون وأطباء ودعاة متفرغون للدعوة إلى ضلالهم، ولهم قناة فضائية باسم «التلفزيون الإسلامي» يلاحظ لهم نشاط مكثّف في إفريقيا والدول الغربية بتدعيم الجهات الاستعمارية. لذلك ينبغي تحذير المسلمين من عقيدتهم ونشاطهم لما يحملونه من ضلالات وأفكار منحرفة وعقائد فاسدة حتى لا يغتر بهم المسلمون.والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
أبو عبد المعز محمد علي فركوسالجزائر في: 7 رجب 1428ﻫالموافق ﻟ: 21 جويلية 2007م
مواضيع مماثلة
» القادينية !!!
» فتاوى اللجنة الدائمة في القاديانية
» القادينية في إسرائيل
» فتوى حول القادينية
» دعاة القادينية
» فتاوى اللجنة الدائمة في القاديانية
» القادينية في إسرائيل
» فتوى حول القادينية
» دعاة القادينية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى