هل الرئيس بوتفليقة مريد في الطريقة الهبرية؟
صفحة 1 من اصل 1
هل الرئيس بوتفليقة مريد في الطريقة الهبرية؟
هل الرئيس بوتفليقة مريد في الطريقة الهبرية؟ الكاتب دحمان النوري
هل الرئيس بوتفليقة مريد في الطريقة الهبرية؟
هل الرئيس بوتفليقة مريد في الطريقة الهبرية؟
_دحمان النوري
لقد عرفت الطريقة الهبرية البلقايدية بتأثيرها الشديد على كثير من رجال السياسة في الجزائر خاصة في مرحلة السبعينات، حيث كانت زاوية محمد بلقايد بتلمسان تعج برجال السياسة وعلى رأسهم هؤلاء المنحدرين من الغرب الجزائري وحيث تشكل تلمسان قطب الرحى في هذه المنظومة.
وإذا كان هذا الموضوع يظل نوعا من الطابوهات في محافل السياسة الجزائرية لكن ذلك لا ينفي وجود وامتداد للطريقة الهبرية البلقايدية خاصة وبقية الطرق الصوفية في نوادي السياسية وحيث تشكل نوع من البركة الروحية التي يتطهر فيها رجال السياسة من أدران العمل السياسي ومن خطاياهم التي جرهم لها فن الاحتيال والمراوغة.
طبعا الطرقية بمختلف تلاوينها لا تطرح أي مشروع للتغيير الاجتماعي وإنما وعلى شاكلة المسيحية تطرح مشروعا للخلاص الفردي. وكلما ترقى المريد في مراتب وسلم المنظومة الطرقية كلما حاز الراحة النفسية والاستقرار الأبدي لأنه وثق علاقته مع الله عبر واسطة الشيخ صاحب المدد الرباني والفيض المحمدي. فمساحة العمل الطرقي هي مساحة القلب والوجدان، ولا تمتد لأي شكل من أشكال العمل الاجتماعي فضلا عن السياسي.
وهذا لا ينفي وجود استثناءات تتعلق بالأفراد وليس بالمناهج، فبعض رجال الطرق لهم طموحات جعلتهم يتكؤون على الرصيد الذي تشكله الطريقة من اجل بلوغ غايات تمتد إلى ما وراء القلب، كما هو شأن بعض الطرق الصوفية في تركيا المعاصرة مثلا. فقد أقدم شيخ الطريقة القادرية حيدار باش على تأسيس حزب سياسي أطلق عليه اسم "حزب تركيا المستقلة"، كما أن نشاط كبار الطرقيين في السينغال معروف ومشهود في الحقل السياسي حتى أن مركز القرار ليس في دار الرئاسة ولكن في مقام الشيخ. وهو نفس القول الذي ينطبق على تجربة الامير عبد القادر والشيخ المقراني والشيخ بوعمامة الذي ارتبطوا بشكل أو بآخر بالطرق الصوفية المنتشرة في تلك الحقبة. لكن رؤيتهم للعلاقة بين الدنيوي والديني وطبيعة الإسلام التحررية جعلتهم يتخلصون من أسر التفسير الطرقي الجواني إلى البحث عن الدور السياسي بل الجهادي للفرد المسلم.
وفي سنوات الاستقلال الأولى نشأ نوع من التقليد الذي جعل بعض السياسيين والمسؤولين في جهاز الدولة يبحثون عن فيض الايمان في مقامات الشيوخ، وبذلك فإن السياسي الذي يلتزم بطريقة من هذه الطرق الصوفية يبحث عن نوع من راحة الضمير عبر بركة الشيخ ودعاؤه وبجاه نسبه الشريف الموصول بحضرة المصطفى. إن الطرقية لا تلزمه بأن يقتفي أثر رسول الله في تحرير شعبه من ربقة الفساد والظلم الاجتماعي والاحتكام إلى القوانين الوضعية، وإنما تدعوه إلى اقتفاء أثر الشيخ والدخول في حضرته حتى يحصل له التطهر الذاتي والنقاء القلبي.
وتحفل قصص السياسيين الجزائريين خاصة في زمن اللوثة الشيوعية والدعوة الاشتراكية، عندما كان خيار الاشتراكية لا رجعة فيه، بهذا الانزياح والتماهي مع الطرق الصوفية، كل طريقة استقلت بنخبة منهم تنقي سرائرهم وتطهر قلوبهم مما علق بها من أدران السياسية.
ولقد ظلت الطريقة الهبرية البلقايدية تشتهر باستقطابهم لأركان النظام الجزائري حتى أن الدكتورة عزيزة يحيى الهبري من آل الهبري، وهو مؤسس الطريقة، التي تقيم حاليا في لبنان لم تجد حرجا في التأكيد على أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من أتباع الطريقة الهبرية البلقايدية. جاء ذلك أثناء حفل إطلاق مسمى "منشأة العلامة الهبري" على مؤسسة بوابة الأوزاعي حيث تحدثت فيها عن جدها الشيخ الهبري وعن الطريقة الهبرية "التي أسسها الشيخ الكبير محمد الكبير الادريسي الحسني الذي يرقد مزاره الآن في احفير بالمغرب، وزاويته التي يعود تاريخها إلى أكثر من قرنين من الزمن، لا تزال حافلة بأتباع الطريقة ومنهم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة"(2).
والواقع أنه يفهم على الصعيد السيكولوجي ان يكون شخصا في مقام رئيس الجمهورية في دولة مثل السينغال أو السودان تابعا ومريدا في احدى الطرق التي تؤطر الحقل الديني في مثل هذين البلدين، ولكن يبدو عسيرا ان يفهم ذلك في بلد مثل الجزائر خاصة ان الرئيس عرف بأطروحته الليبرالية وانفتاحه الزائد عن الحدود بل عرف بكاسر الطابوهات بداية من المصافحة الشهيرة في جنازة الحسن الثاني ليهودا براك رئيس وزراء اسرائيل في ذلك الوقت.
فهل الرئيس الليبرالي يخفي في قلبه بيعة للشيخ بلقايد ؟
ذلك ربما ما يفسره التطور الملحوظ الذي تشهده حركة الطرقية في الجزائر، فقد شهدت سنوات حكم بوتفليقة الثمانية بعث الروح في الطرقية الجزائرية دون مراعاة مدى توافقها مع المنهج الصحيح وتم اغداق الميزانيات الكبيرة على تجديد الأضرحة ومقامات "الأولياء" حتى وإن كان هؤلاء "الأولياء" لا يعرف لهم انتاجا معرفيا في الشريعة ولا تبحرا علميا في أصول الفقه، بل حتى ما يسمى بالأوراد التي تروى عنهم ويتناقلها المريدون تتسم بركاكة الأسلوب وبلادة المعنى وقلة الذوق الأدبي وكثير من الفقر المعرفي.
ويعز كثير من المراقبين هذه الثورة الصامتة التي تقودها الحركات الطرقية في الجزائر بدعم ملحوظ من جهات نافذة في السلطة إلى عاملين اثنين:
العامل الأول هو التوجيهات غير المباشرة التي تتلقاها جهات في السلطة من مراكز الغرب المهتمة بالتدين الإسلامي المعاصر والتي تعتبر المنحى الطرقي كفيل بالقضاء على كل مظاهر الوعي الحركي التي تجسدها الحركات الدعوية العاملة في الساحة الجزائرية. هناك هاجس تحجيم الظاهرة الإسلامية ودفن الصحوة المعاصرة حتى لا تؤتي أكلها الطيب ولا يتم ذلك إلا بدعم كل أشكال التدين الخرافي، الذي يقوم على الشطح الروحي وتبرك بقبور الموتى. والأهم من ذلك أن الجماعات الطرقية لها قدرة عجيبة على تحريف الشريعة الإسلامية، إذ لم يعرف لهذه الجماعات ولا لشخصياتها واكابرها أي مطالب ذات طابع إسلامي خاصة ما يتعلق بتحكيم الشريعة الغراء واخلقة المناخ الاجتماعي وتعزيز دور التربية الإسلامية في مناهج التعليم والمطالبة بتطوير الاقتصاد على أسس اسلامية بعيدا عن شريعة الربا. ولعل هذا مربط الفرس في العملية برمتها.
فالطرق الصوفية كما كان شأنها أيام الاستعمار وسيلة شعبية هامة لتخدير المجتمع وابعاد الدين عن أي نقاش سياسي معتبر. ولا تمتد مساهمة هذه الطرق في الشأن العام وإنما تقتصر على الحالة الفردية الجوانية، وعلى خلاص الفرد بين يدي الشيخ. وقد اظهرت توصيات معهد رند الأمريكي مزيدا من الاهتمام بما يسميه المعهد الاسلام التقليدي، وهو يقصد بذلك الاسلام الخرافي، لان هذا النوع من التدين الأسطوري يسمح بانشاء حالة من الاستقالة الجماعية للافراد حتى لا ينشغلوا بالهم الاجتماعي.
وقد طالعتنا الأخبار العالمية بتوصية عجيبة صادرة عن الكونجرس الأمريكي يدعو فيها إلى دعم الحركات الطرقية والصوفية في العالم الإسلامي ..الأمر الذي حدا بالباحث الموسوعي الدكتور عبد الوهاب المسيري إلى القول: ((ومما له دلالته أن العالم الغربي الذي يحارب الإسلام، يشجع الحركات الصوفية. ومن أكثر الكتب انتشاراً الآن في الغرب مؤلفات محيي الدين بن عربي وأشعار جلال الدين الرومي. وقد أوصت لجنة الكونغرس الخاصة بالحريات الدينية بأن تقوم الدول العربية بتشجيع الحركات الصوفية. فالزهد في الدنيا والانصراف عنها وعن عالم السياسة يضعف ولا شك صلابة مقاومة للاستعمار الغربي. وجاء في كتاب [العالم الإسلامي بعد أحداث 11/ 9 ، The Muslim World After 9/11]. وهو عبارة عن بحث تفصيلي يهدف إلى التعرف على الحركات والمذاهب الدينية القادرة على التغيير والتأثير في المشهد الديني والسياسي في العالم الإسلامي، واستكشاف أهم الاختلافات. وتجدر الإشارة أن من ضمن الفريق الرئيسي لإعداد هذا التقرير يأتي اسم شيريل بينارد (Cheryl Benard) وهي زوجة السفير الأمريكي في العراق زلماي خليل زاده ، والتقرير بتمويل من القوات الجوية الأمريكية وهو عبارة عن كتاب يقع في ( 567) صفحة.
ونقتطف العبارات التالية: الطرقيون هم مسلمون "محافظون على معتقداتهم الإسلامية وتقاليدهم المحلية، غير متشددين، يعظمون قبور القديسين ويؤدون عندها الصلوات، يؤمنون بالأرواح والمعجزات ويستخدمون التعاويذ" والأهم من ذلك ان هؤلاء الطرقيين: "لا يرون تضارباً بين معتقداتهم الدينية وولائهم لدولهم العلمانية وقوانينها" وهذا هو ضربة المعلم في القصة برمتها. واعتبر التقرير أن القيادة المؤثرة في هذه المجموعات الدينية الخرافية هم :" الشيوخ ، وفي كثير من البلدان الإسلامية يلعب مشايخ الصوفية على اختلاف طرقهم التي ينتمون إليها دورا ً مركزيا ً في السياسة والدين ، وفي طقوسهم المعروفة بالذكر يقومون بتراتيل وتمايلات وغناء للوصول للنشوة الروحانية التي يزعمون أنها تقربهم من الله " .
العالم الإسلامي بعد أحداث 11/ 9
العامل الثاني أن بوتفليقة مهموم بمشكل الشرعية السياسية، حيث أنه تولى رئاسة الجزائر في 1999 في ظروف مضطربة وفي مناخ غير ديمقراطي انتهى بانسحاب كل المنافسين ليلة الانتخابات الامر الذي أدى إلى مشاركة شعبية دون المستوى الذي كان يأمل فيه. وحينها تداولت الصحف أن بوتفليقة رغم انه شارك في الانتخابات لوحده ولكنه جاء في المرتبة الثانية. ولذلك بقي يبحث عن تعزيز السلطة السياسية بطلب بركات شيوخ الطرق الذين اندثروا فجاءت السياسة البوتفليقية لتحييهم من الرميم حتى يمدوها ببركات مددهم المعنوي، نكاية في أنصار الإسلامية المعاصرة والتيارات الحركية وخصومهم من الليبراليين والديمقراطيين والشيوعيين.
وإذا كان بوتفليقة قد استطاع أن يتغلب على بعض هذه المشكلات في عهدته الأولى خاصة عندما تبنى "المصالحة الوطنية" كخيار استراتيجي في سياسته الوطنية الأمر الذي عوضه عن بعض ما افتقده في عهدته الانتخابية الأولى التي كان يردد فيها دائما: "أنا لست ربع رئيس!". وقد باشر عهدته الثانية وهو يتمتع بغطاء شعبي أوسع مما رفع عنه بعض الحرج.
ومع ذلك تظل العلاقة الغامضة بين البوتفليقية والحركة الطرقية تثير كثير من التساؤلات في المشهد الوطني، وما يعزز هذه الملحوظة تواردت العديد من البيانات التي يصدرها مشائخ الطرق غير المعروفين لدى الرأي العام والذين يقومون بتزكية كل المبادرات السلطوية واعطاء ختم البركة وسر الشيوخ؟!.
بينما هؤلاء الشيوخ لم نعرف لهم أي مطلب يتعلق بتعزيز التشريعات القانونية للحد من التعامل بالربا في المعاملات التجارية، ولم يساهموا في الدفع بمشروع أخلقة المحيط الاجتماعي واستنكار السياسة الخطيرة التي تتبعها بعض الدوائر الغامضة في السلطة بتسهيل تداول الخمور بشكل لم يكن مسبوقا والسماح بافتتاح الحانات والبارات في كل المدن. والأخطر من ذلك ان هؤلاء الطرقيون لم يتحركوا ساكنا أمام الهجمة الشرسة التي تقودها الحركة التبشيرية لاختراق النسيج الديني الوطني.
ويسجل هنا الخطأ الفادح الذي وقع فيه وزير الشؤون الدينية بوعلام غلام الله، والذي يقال أنه مقدم في احدى الطرق الصوفية، وهو عدم اعترافه أصلا بوجود حركة تنصير في الجزائر، رغم حديث الاعلام وبشكل واسع عن ذلك. حتى تم فضح العملية في بعض القنوات الفضائية مثل العربية وقنوات فرنسية أخرى وذلك باجراء تحقيقات ميدانية وقامت بعض وكالات الأنباء بتغطية حفل زفاف لجزائريين متنصرين في كنيسة غير مرخص لها بالعمل.
ولعل الرئيس بوتفليقة لم يقرأ قول الإمام ابن باديس وهو ينعى على هؤلاء الخرافيين "تجد السواد الأعظم من عامتنا غارقًا في هذا الضلال. فتراهم يدعون من يعتقدون فيهم الصلاح من الأحياء والأموات، يسألونهم حوائجهم من دفع الضر، وجلب النفع وتيسير الرزق وإعطاء النسل، وإنزال الغيث ويذهبون إلى الأضرحة... ويدقون قبورهم وينذرون لهم... وتراهم هناك في ذل وخضوع وتوجه، قد لا يكون في صلاة من يصلي منهم".
وعوض أن تتجه الجهود لتنقية تدين الناس من الشوائب وتقديم الإسلام على أركانه الأصيلة زاهيا نجد بعض الجهات المشبوهة تشجع على مظاهر وسلوكات مقززة تنسب للدين وعلى حد قول الامام ابن باديس "اخترع طوائف من المسلمين الرقص والزمر والطواف حول القبور والنذر لها والذبح عندها ونداء أصحابها وتقبيل أحجارها ونصب التوابيت عليها، وحرق البخور عندها، وصب العطور عليها".
ومن مظاهر هذه الدروشة السياسة حرص الرئيس في كل زياراته للمدن الجزائرية على المرور بمقام الشيوخ، ونظرة بسيطة على جدول نشاط الرئاسة أثناء حملته التحسيسية لميثاق السلم والمصالحة نجده قد حرص بشكل لافت للنظر لطلب البركة من الشيوخ، فقد زار مركز البلقايدية لمدة تزيد عن ساعة عندما كان في تلمسان وعرج على مقر الزاوية القادرية بالرويسات عندما كان في عاصمة البترول بورقلة!
فهل هذا هو الإسلام العصري الذي يبشر به بوتفليقة ويدعو له ؟
سيظل تفعيل الطرق الخرافية في الجزائر ورقة تستغلها الأطراف العلمانية المتطرفة لتحريف المجال الديني وتمييع النهضة الاسلامية، دون أن يعني ذلك أي اهتمام حقيقي بالإسلام من أجل تمكينه في مجالات الحياة لتحقيق التوازن الاجتماعي والسياسي المنشود.
وعلينا دائما أن لا ننسى أهمية التمييز بين الطرقية وبين زوايا تحفيظ وتعليم القرآن الكريم، فالزوايا هي مؤسسات تعليمية تقليدية اهتمت بتعليم أصول الدين وركزت على تحفيظ القرآن وعلى استظهار مدونات الدين ولعل من أبرز هذه الزوايا زاوية الشيخ بلباي في أعماق الصحراء بمنطقة رقان، وقد عرف هذا الشيخ الجليل بمحاربته لكل مظاهر التدين الخرافي ونهيه عن كل أشكال البدع السلوكية والعقائدية.
فالزوايا والمدارس القرآنية مؤسسات تعليمية بحتة ارتبط بعضها ببعض المشائخ الطرقيين ولكن في عمومها كانت مستقلة عن الطرقية، بل كانت الطرق تحاول ان تسيطر على هذه الزوايا من أجل توسيع قاعدة الأتباع والمريدين.
وللأسف نجد ان السلطة الجزائرية لم تول هذه المدارس العريقة أي اهتمام من أجل تطوير مناهجها التعليمية وترقية أدائها التربوي حتى يستفيد من التقنيات المعاصرة والوسائل البيداغوجية التربوية الراقية، على الرغم من دور هذه المؤسسات في حفظ هوية المجتمع ومساهمتها الكبيرة في حفظ العلوم الإسلامية وخاصة ظاهرة تحفيظ كتاب الله. بينما نجدها تولي اهتماما غير عادي بتجديد القبور وتجديد المزارات واغداق الميزانيات الكبرى من اموال الشعب على مظاهر الانحراف الديني في شكل غير مسبوق، وهذا يزيد في تشويه الإسلام في عيون الغرب حيث يتحول إلى دين خرافي وفلكلوري.
عدل سابقا من قبل في الخميس سبتمبر 20, 2007 3:32 pm عدل 1 مرات
رد: هل الرئيس بوتفليقة مريد في الطريقة الهبرية؟
الطريقة الهبرية البلقايدية :
هذه الطريقة المثيرة للجدل تعتبر فرع للطريقة الدرقاوية الشاذلية. وتعود مرجعية التسمية إلى محمد الهبري العزاوي الزروالي نسبة إلى بني زروال وهو عرش مجاهر من ولاية مستغانم.
وتأتي في الأهمية بعد الزاوية العلوية في الجزائر وبعد الزاوية البوتشيشية في المغرب ولها مقر في المغرب بالمحل المعروف " بالضريرة " التابعة لأحفير و هي توجد على الحدود الجزائرية المغربية وقريبة من مصطاف السعيدية، و إنشاؤها يرجع إلى ما قبل الاستعمار الفرنسي ببضع سنوات وتتميز هاته الزاوية في المغرب عن الزوايا الأخرى بكونها تستعمل الطبل أثناء رقصاتهم " الحضرة " مع أناشيد وجدانية في قالب الشعر العربي حسب ما ذكره قدور الورطاسي في كتابه بنو يزناسن عبر الكفاح الوطني(3).
أما البلقايدية فهي نسبة إلى الشيخ محمد بلقايد التلمساني الجزائري الذي ذاع صيت الطريقة على يده ونهضت بعد فتور واندراس في الجزائر. ولديها زاوية تسمى زاوية سيدي معروف، وهي معلم من معالم الطريقة الهبرية البلقايدية، شرع في تشييدها منذ حياة الشيخ محمد بلقايد نجله وخليفته من بعده محمد عبد اللطيف بلقايد وتم إنجازها وتدشينها خلال الفترة 1989-2000 .
لم يعرف للشيخ بلقايد أي انتاج علمي ذي بال، لا في ميدان علوم الشريعة كأصول الفقه والتفسير وعلوم الحديث ولا في علوم التصوف، ويبدو أنه كان ناقلا مكتفيا بانتاج الأوائل.
وبخلاف هذا لا يعرف تفاصيل لهذه الطريقة إلا أنها تسير في ذات النسق الذي تأسست عليه الشاذلية والدرقاوية. وإن كانت هذه الطريقة تجتهد في الابتعاد عن كل مظاهر الغلو وشذوذ الرأي كما هو حال الطريقة التجانية التي تنتشر بعين ماضي بمنطقة الأغواط وبتماسين في منطقة تقرت وفي بعض ربوع الجنوب الأخرى مثل الوادي وكذلك الطريقة العليوية المستغانمية، التي شهد المؤرخون بأمية مؤسسها أحمد العليوي.
ومع ذلك تبقى علامة استفهام كبيرة حول تصريح الدكتورة عزيزة يحيى الهبري من آل الهبري عن كون الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مريد في الطريقة الهبرية البلقايدية.
------------------------
(1) الدكتورة عزيزة الهبري أستاذة القانون بجامعة ريتشموند، مؤسسة ورئيسة جمعية كرامة للمحاميات المسلمات الأميركيات
(2) المستقبل اللبنانية - الخميس 24 حزيران 2004 - العدد 1627 - تحقيقات و مناطق - صفحة 7 الرابط: http://www.almustaqbal.com/stories.a...25&IssueID=462
(3) ، مطبوعات دار المغرب ، الرباط ، 1976 ، ص : 59
هذه الطريقة المثيرة للجدل تعتبر فرع للطريقة الدرقاوية الشاذلية. وتعود مرجعية التسمية إلى محمد الهبري العزاوي الزروالي نسبة إلى بني زروال وهو عرش مجاهر من ولاية مستغانم.
وتأتي في الأهمية بعد الزاوية العلوية في الجزائر وبعد الزاوية البوتشيشية في المغرب ولها مقر في المغرب بالمحل المعروف " بالضريرة " التابعة لأحفير و هي توجد على الحدود الجزائرية المغربية وقريبة من مصطاف السعيدية، و إنشاؤها يرجع إلى ما قبل الاستعمار الفرنسي ببضع سنوات وتتميز هاته الزاوية في المغرب عن الزوايا الأخرى بكونها تستعمل الطبل أثناء رقصاتهم " الحضرة " مع أناشيد وجدانية في قالب الشعر العربي حسب ما ذكره قدور الورطاسي في كتابه بنو يزناسن عبر الكفاح الوطني(3).
أما البلقايدية فهي نسبة إلى الشيخ محمد بلقايد التلمساني الجزائري الذي ذاع صيت الطريقة على يده ونهضت بعد فتور واندراس في الجزائر. ولديها زاوية تسمى زاوية سيدي معروف، وهي معلم من معالم الطريقة الهبرية البلقايدية، شرع في تشييدها منذ حياة الشيخ محمد بلقايد نجله وخليفته من بعده محمد عبد اللطيف بلقايد وتم إنجازها وتدشينها خلال الفترة 1989-2000 .
لم يعرف للشيخ بلقايد أي انتاج علمي ذي بال، لا في ميدان علوم الشريعة كأصول الفقه والتفسير وعلوم الحديث ولا في علوم التصوف، ويبدو أنه كان ناقلا مكتفيا بانتاج الأوائل.
وبخلاف هذا لا يعرف تفاصيل لهذه الطريقة إلا أنها تسير في ذات النسق الذي تأسست عليه الشاذلية والدرقاوية. وإن كانت هذه الطريقة تجتهد في الابتعاد عن كل مظاهر الغلو وشذوذ الرأي كما هو حال الطريقة التجانية التي تنتشر بعين ماضي بمنطقة الأغواط وبتماسين في منطقة تقرت وفي بعض ربوع الجنوب الأخرى مثل الوادي وكذلك الطريقة العليوية المستغانمية، التي شهد المؤرخون بأمية مؤسسها أحمد العليوي.
ومع ذلك تبقى علامة استفهام كبيرة حول تصريح الدكتورة عزيزة يحيى الهبري من آل الهبري عن كون الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مريد في الطريقة الهبرية البلقايدية.
------------------------
(1) الدكتورة عزيزة الهبري أستاذة القانون بجامعة ريتشموند، مؤسسة ورئيسة جمعية كرامة للمحاميات المسلمات الأميركيات
(2) المستقبل اللبنانية - الخميس 24 حزيران 2004 - العدد 1627 - تحقيقات و مناطق - صفحة 7 الرابط: http://www.almustaqbal.com/stories.a...25&IssueID=462
(3) ، مطبوعات دار المغرب ، الرباط ، 1976 ، ص : 59
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى