الإسماعيلية الأغاخانية تسعى إلى آسيا الوسطى

الإسماعيلية الأغاخانية تسعى إلى آسيا الوسطى

يبذل "أغاخان الرابع" - الزعيم الروحي للإسماعيلية الأغاخانية الذي يعد أحد الأغنياء في العالم -، الأموال من صندوقه لنشر عقيدة الإسماعيلية الأغاخانية في منطقة آسيا الوسطى. وقد حدث في محافظة بدخشان الذاتية الطاجيكية حادث يتصور لأول وهلة كأمر عادي، ولكن أهميته تخرج بعيدا عن حدود تلك الديار الجبلية العالية.

وقد شُيِّدَ بالقرب من مدينة حَارَجْ، على نهر بَانْجْ الحدودي المفرِّق بين طاجيكستان وأفغانستان جسر طوله 135 مترا وعرضه 3،5 أمتار وحمولته 25 طنا، وتكلفته الإجمالية 385 ألف دولار أمريكي، ومول هذا المشروع صندوق أغاخان الإسماعيلي، مما يدل على اهتمامهم المتزايد بهذه المحافظة، وإلى جانب ذلك خصص الصندوق المبالغ لتشييد 4 جسور مماثلة على ذلك النهر الحدودي، ويخطط في المستقبل لصرف الأموال لتحقيق مشاريع أخرى في تلك المنطقة. علما أن المحافظة قد انقسمت إلى قسمين بعد أن اتفقت روسيا وإنجلترا عام 1895 على تحديد الحدود على نهر بانْجْ، وآنذاك أصبح الشاطئ الأيسر منها ملكا لأفغانستان والآخر لإمارة البخارى، أما في عهد الاتحاد السوفيتي السابق فدخلت المحافظة ضمن طاجيكستان كولاية ذاتية. وتشكل مساحة البدخشان الطاجيكية التي تسمى ببساطة "بَامِرْ" 64 ألف كيلومتر مربع تقريبا، مما يشكل نصف طاجيكستان بالكاد، ويسكن فيها نحو 130 ألف نسمة تتكلم بـ9 لغات، مما يعتبر أهم شيء للأغاخانية.

وفي مدينة حَارَجْ التي تعتبر مركزا إداريا لمحافظة بَدَخْشَانْ افتتح قبل مدة غير بعيدة فرع جامعة الأغاخانية الإسماعيلية، وتشكلت مؤسسة دراسية مماثلة في مدينة بيشكيك - العاصمة القيرغيزية أيضا.

وتتم في بدخشان تأسيس شركة "بَامِرْ – إِنِيرْجِي" التي تقوم بإشراف كامل على توليد وتوزيع الطاقة الكهربائية في تلك المحافظة، ولهذه المشاريع كلها يبذل صندوق أغاخان عشرات ملايين دولار.

ويجدر القول بأن تشييد الجسر على نهر بَانْجْ يعتبر جزءا من المشروع الواسع النطاق لوسائل النقل، الذي يموله الصندوق الأغاخاني. وقد أُعدَّ للتنفيذ مشروع خاص بتكوين طريق الترانزيت السريع الذي يربط مدينة مشهد الإيرانية ومدينتي هرات ومزار شريف الأفغانيتين وعاصمة طاجيكيستان – دوشنبه بعضها ببعض. وبذلك يظهر أن تأثير الإسماعيلية تتعمق في طاجيكستان أكثر.

وكما زعمت "الموجة الألمانية" بأن "تعداد الإسماعيلية على النطاق العالمي أكثر من 20 مليون نسمة ويعيش أكثريتهم في الهند وباكستان وأفغانستان وإيران وتنزانيا وكينيا ولبنان وسوريا، وكانت آسيا الوسطى تبقى خارج نظام إدارة "الإمامة" – الأجهزة العليا للإسماعيلية. والآن تنفتح أمام أغاخان إمكانيات لسد هذا الفراغ وثمة المعلومات عن خطط أغاخان لتكوين دولة إسماعيلية في محافظة بدخشان".

بقدر ما يجانب هذا الزعم الصواب والحقيقة سيظهر الوقت.

"أوزبكستان المسلمة"